مشاركون بأسطول الصمود يخشون ليلة الوصول ويتمسكون بالسلمية
دخل أسطول الصمود العالمي، بـ50 سفينة تحمل أكثر من 500 ناشط من 40 دولة، مرحلة حرجة في منطقة تُعرف بأنها نقطة اعتراض وخطف سابقة للسفن الإنسانية التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ويأتي هذا التقدم تزامنا مع رصد تحليق لطائرات عسكرية مجهولة فوق الأسطول، ومع إعلان قناة "كان" العبرية الرسمية استعداد إسرائيل "للسيطرة" على السفن.
أسطول الصمود يحمل على متنه مستلزمات طبية وإغاثية، بهدف كسر حصار إسرائيلي دام 18 عاما، وسط استمرار إبادة جماعية ومجاعة تضرب القطاع.
مشاركون على متن السفينة "سبكتر" التي تحمل 22 ناشطا، أكدوا في حديثهم للأناضول التزامهم المطلق بالثبات السلمي في مواجهة أي اعتراض.
واعتبروا أن أي محاولة لاعتقالهم أو مصادرة حمولتهم ستُعتبر "جريمة دولية"، لافتين إلى أن استراتيجيتهم، الهادفة لـ"فتح ممر إنساني"، تتضمن رفع شكاوى فورية أمام المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى خيار الإضراب عن الطعام.
السلامة الإنسانية
عبد الله مبارك المطوع (46 عاما)، رجل أعمال كويتي قال للأناضول، إن "رسالتنا تتركز على مبدأ السلامة الإنسانية؛ لذا فإننا لسنا هنا للمواجهة على الإطلاق".
وأضاف: "تم تدريبنا على أننا إذا تعرضنا للاعتراض، وهو الهدف الوحيد لإيقافنا، فسوف نجلس ونرتدي سترات النجاة، لنؤكد على رسالتنا الإنسانية ونظهر أننا لا نريد أي إجراء دفاعي آخر".
وأردف المطوع: "هدفنا الأساسي هو الإبحار بأمان وسلام وإنزال المساعدات والإغاثة الإنسانية على شواطئ غزة، حتى لو تطلب ذلك وقتاً طويلاً أو كان مصحوباً بحراسة بسيطة من أي جهة".
وتابع: "نحن مستعدون لقبول أي إجراء لا يمنعنا من تحقيق هدفنا في إيصال المساعدات إلى أطفال غزة".
ومضى المطوع قائلا: "تم تدريب جميع من هم على متن الأسطول على الإسعافات الأولية، كما خضعوا لدورات مكثفة في الشؤون القانونية التي توضح لهم حقوقهم في المياه الإقليمية والدولية وحقوقهم عند التعرض للاعتراض أو الاستجواب".
واعتبر أن "أي محاولة مصادرة للمواد الإغاثية هي سرقة في مياه دولية (..) مؤمنون أن إبحارنا من تونس إلى غزة هو عمل قانوني 100بالمئة (..)".
ورأى المطوع أن "هذه الرحلة قد حققت هدفها الأولي، فقد كسرنا الحصار بالفعل بهذه الخطوة من العزيمة والإصرار".
وأردف: "مجرد وجودنا في البحر لهذه الفترة الطويلة قد فتح ممرأ إنسانيا، بعد هذه الخطوة سوف تتوالى الأساطيل، وسوف يتم التنسيق على مستوى أكبر لضمان الحماية".
وأعرب المطوع عن شكره لدعم الدول التي مروا بها، وهي إسبانيا وإيطاليا وتركيا، مبينا أنها "أرسلت لنا حماية بعضها جوية وبعضها بحرية في أجزاء من الرحلة".
وأكد على أن "وصولنا إلى غزة لا يتعارض إطلاقا مع أي صراع قائم بين جهات المقاومة أو أصحاب الأرض وحقهم، فالعمل الإنساني وتقديم الإغاثة الطبية هو شيء إنساني بحت لا يمكن أن يتعارض مع أي ظروف صراع".
وشدد المطوع: "نحن نعمل على أن يكون دخولنا سلما، لذلك، يجب على قوات الاحتلال أن تدير هذا الممر الذي تم فتحه كـمعبر إنساني سلمي إغاثي، فهو لا يحمل أي دعوة للمقاومة".
وأوضح أنه هناك "خطة" لإيصال المساعدات حال اعتراض الأسطول، دون ان يكشف عن تفاصيلها.
بروتوكول مختلف
أما الناشط فرانك رومونو (73 عاما)، قال للأناضول: "لقد عززتني خبرتي المتعددة في هذه الرحلة؛ فأنا محامٍ وممثل لفلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما أنني أستاذ جامعي وممثل محترف".
وأشار إلى أنه "كان هناك تدريب وبروتوكول في مرحلة سابقة، لكنه تغير بعد الهجوم الذي وقع في ميناء تونس".



















