تساؤلات حول نجم ”الريدز”: لماذا توقفت آلة محمد صلاح التهديفية مع ليفربول هذا الموسم؟

يُعدّ محمد صلاح، أيقونة كرة القدم المصرية ونجم ليفربول، بمثابة ضمانة للأهداف والإنتاج الهجومي منذ وصوله إلى "أنفيلد" قبل ثماني سنوات. فخلال 420 مباراة خاضها بقميص "الريدز"، سجل 250 هدفاً، مكرساً نفسه كواحد من أعظم هدافي النادي عبر التاريخ. لكن موسم 2025/2026 بدأ يُلقي بظلال من التساؤلات والقلق، حيث شهدت أرقام النجم البالغ من العمر 33 عاماً تراجعاً صادماً، لتصبح حديث الشارع الرياضي. هذا التحليل يتناول الأسباب المحتملة وراء هذا التراجع، ويُفصّل الجدل الدائر حول مستقبل صلاح في النادي.

في سياق تغطيتنا المستمرة للأحداث الكروية وآخر أخبار الرياضة، ننقل لكم اليوم تفاصيل أزمة "الفرعون المصري" الذي لطالما كان متألقاً. كما سنطلع على آخر المستجدات المتعلقة بـ أخبار الدوري الإنجليزي وترتيب الدوري، إليكم التفاصيل.

تراجع صادم في الأرقام: موسم 25/26 الأسوأ تهديفياً

تشير الإحصاءات إلى أن محمد صلاح يعيش أسوأ بداية له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انضمامه إلى ليفربول. فبالمقارنة مع الموسم الماضي، الذي سجل فيه 13 هدفاً في نفس المرحلة، لم يسجل صلاح هذا الموسم سوى 4 أهداف فقط في 15 مباراة، بمساهمات هجومية إجمالية لا تتجاوز 6 مساهمات (4 أهداف وهدفان صناعة)، وهو أقل معدل له على الإطلاق في هذه المرحلة.

لطالما حافظ صلاح على معدل تهديفي مرتفع ومستقر. لكن في موسم 25/26، تراجعت مساهماته إلى 0.4 مساهمة هجومية في المباراة الواحدة، بعد أن كان يتجاوز 1.4 مساهمة في بعض المواسم، وهو انخفاض بنسبة تقارب 60%.

هذا الانخفاض ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تغييرات تكتيكية وفنية جذرية طرأت على الفريق بعد رحيل يورغن كلوب وقدوم المدرب الجديد أرني سلوت. كما أثرت الاستثمارات الكبيرة لليفربول في خط الهجوم، بالتعاقد مع ألكسندر إيزاك، وفلوريان فيرتز، وهوغو إيكيتيكي (بإجمالي 294 مليون جنيه إسترليني)، مما أحدث اختلالاً في التوازن الهجومي التقليدي للفريق.

📉 التغيير التكتيكي: الابتعاد عن منطقة الخطر

كان صلاح في مواسمه السابقة يتمتع بحرية تكتيكية تسمح له بالتمركز داخل منطقة الجزاء، مما جعله "الضمانة التهديفية". لكن الخرائط الحرارية وإحصاءات "أوبتا" تظهر تحولاً واضحاً في أدوار اللاعب هذا الموسم:

• انخفاض لمسات منطقة الجزاء: انخفضت نسبة لمسات صلاح للكرة داخل منطقة الجزاء في الدوري الإنجليزي الممتاز من 20% في الموسم الماضي إلى 15% في الموسم الحالي، ما يعني أنه بات يلمس الكرة بشكل أقل داخل منطقة الخطر.

• اللعب على الأطراف: يقضي صلاح وقتاً أطول قليلاً بالقرب من خط التماس هذا الموسم، بدلاً من التوغل إلى العمق.

• تراجع معدل التسديدات: انخفض عدد تسديداته في كل 90 دقيقة من 3.4 إلى 2.7.

• ازدياد صناعة الفرص: في المقابل، تحول صلاح إلى صانع فرص أكبر، حيث ارتفع معدل صناعته للفرص من 2.1 إلى 2.3 في كل 90 دقيقة.

يشير هذا التحول إلى أن المدرب سلوت يغير من دور صلاح ليكون أكثر صانعاً للعب من الأطراف، وهو ما يتعارض مع طبيعة اللاعب التهديفية. كما أن عمر صلاح (33 عاماً) قد يلعب دوراً، حيث تبدأ أجنحة السرعة عادة في فقدان فعاليتها التامة بعد تجاوز سن الـ 31 بسبب تراجع الانطلاقات وحجم الجهد البدني المطلوب.

💥 نتائج الفرق الكبرى وتأثيرها على ترتيب ليفربول

تأتي أزمة صلاح في ظل تذبذب نتائج ليفربول وتراجعه في جدول الترتيب، حيث يحتل "الريدز" المركز العاشر في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 23 نقطة. هذا التراجع يأتي في وقت تشتد فيه المنافسة على المراكز المتقدمة، حيث حققت بعض الفرق انتصارات مهمة:

صعود مانشستر يونايتد في الترتيب

ارتقى مانشستر يونايتد إلى المركز السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد فوزه الكبير 4-1 على ولفرهامبتون متذيل الترتيب ليل الاثنين. رفع "الشياطين الحمر" رصيدهم إلى 25 نقطة، بفارق 8 نقاط عن المتصدر أرسنال. تفاصيل المباراة شهدت:

• تقدم برونو فرنانديز لمانشستر يونايتد في الدقيقة 25.

• تعادل جان ريكنر بيليغارد لوولفرهامبتون في الوقت بدل الضائع للشوط الأول.

• أعاد برايان مبيومو التقدم ليونايتد في الدقيقة 52، ثم أضاف ميسون ماونت الهدف الثالث.

• أكمل فرنانديز رباعية يونايتد من ركلة جزاء.

هذا الانتصار يضع يونايتد وتشيلسي وإيفرتون وبرايتون وسندرلاند أمام ليفربول مباشرة في الترتيب، مما يزيد من الضغط على النادي وإدارته لحل أزمة النتائج التي أدت إلى انفجار أزمة صلاح وسلوت.

المركز	الفريق	لعب	فوز	تعادل	خسارة	النقاط
1	أرسنال	15	10	3	2	33
2	مانشستر سيتي	15	10	1	4	31
3	أستون فيلا	15	9	3	3	30
4	كريستال بالاس	15	7	5	3	26
5	تشيلسي	15	7	4	4	25
6	مان يونايتد	15	7	4	4	25
7	إيفرتون	15	7	3	5	24
8	برايتون	15	6	5	4	23
9	سندرلاند	15	6	5	4	23
10	ليفربول	15	7	2	6	23

🔥 زوبعة التصريحات: أزمة صلاح وسلوت

انفجرت أزمة حقيقية في ليفربول بعد تصريحات صلاح النارية عقب جلوسه بديلاً للمباراة الثالثة توالياً ضد ليدز، حيث اتهم النادي بـ"التضحية" به ككبش فداء، وأشار إلى "انقطاع العلاقة" بينه وبين المدرب أرني سلوت، ملوّحاً بالرحيل.

الجدل بين المؤيدين والمعارضين:

• انتقادات لاذعة: انتقد أسطورة أرسنال تييري هنري صلاح لـ"نشره الغسيل القذر" علناً، مؤكداً ضرورة حماية النادي. بينما وصف أسطورة ليفربول غرايم سونيس ما قام به صلاح بأنه "قلة احترام" للنادي والجمهور واللاعبين، مشيراً إلى أن تصريحه حول عدم حاجته للقتال من أجل مكانه يمثل ذريعة لبقية اللاعبين غير الراضين.

• دفاع قوي: في المقابل، دافع أحمد المحمدي بشدة عن صلاح، رداً على انتقادات جيمي كاراغر اللاذعة، مؤكداً أن صلاح لم يكن "فاشلاً" في تشيلسي بل لم تُمنح له الفرصة. كما رأى جون تيري، أسطورة تشيلسي، أن صلاح أصبح "كبش فداء" في خضم تدهور أداء الفريق ككل، مؤكداً أن المدرب يجب أن يظهر الاحترام للاعبي الخبرة. وطالب أحمد حسام "ميدو" صلاح بالرحيل عن ليفربول، واصفاً سلوت بـ"الجبان" الذي ضحى بصلاح واعتبره "شماعة فشله"، ملمحاً إلى تفرقة في المعاملة.

انقسام الجمهور في أنفيلد:

وجد جمهور ليفربول نفسه حائراً، حيث عبر مشجعون عن حزنهم لما يحدث، مؤكدين أن صلاح لا يمكنه القول إن مركزه ملك له بسبب ما قدمه، معتبرين أن "أحدهما يجب أن يرحل". وفي المقابل، دافع آخرون عن صلاح معتبرين أنه ضحية وأنه "كبش فداء" لنتائج سلوت السلبية.

⏳ هل يرحل صلاح؟ موقف النادي ومستقبل النجم

وسط هذه الأزمة الحادة، اتخذت الإدارة قراراً باستبعاد صلاح من قائمة دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان لدعم المدرب وتجنب تشتيت الفريق. ورغم التوتر، أكد موقع "THE ATHLETIC" أن إدارة ليفربول متمسكة بالتزامها التام تجاه النجم المصري، الذي يمتد عقده حتى عام 2027، مؤكدة أن الوضع الحالي "مؤقت" ولا توجد خطط لرحيله في يناير.

مع اقتراب موعد مغادرته للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، تبقى الأسئلة حول حضوره تدريب اليوم وسفره مع الفريق إلى ميلانو مفتوحة، وهي مؤشرات حاسمة على مسار الأزمة.

💬 خاتمة

إن التراجع التهديفي لمحمد صلاح هذا الموسم هو نتيجة مباشرة لتحول تكتيكي كبير في ليفربول تلا رحيل كلوب، وتزامن مع أزمة إدارية وعلاقة متوترة مع المدرب الجديد أرني سلوت. في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة على المراكز المتقدمة، كما يظهر في جدول الترتيب وصعود مانشستر يونايتد، يجد ليفربول نفسه أمام مفترق طرق: إما التضحية بالمدرب الجديد أو تهدئة النجم الأسطوري وإيجاد دور فعال له. يبقى التحدي الأكبر هو كيفية الموازنة بين الحفاظ على إرث صلاح ودعم المشروع الجديد دون تدمير الانسجام الداخلي.