ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: التغذية السليمة لها دور فعال في الوقاية من الأمراض


عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من برامجه الموجهة للمرأة تحت عنوان "أثر الصحة والتغذية السليمة على الطلاب"، وذلك بحضور كل من أ.د وسام محمد عبد الرحمن، أستاذ مساعد التغذية وعلوم الأطعمة كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الأزهر، ود. أسماء أحمد الشحات مدرس علوم وتكنولوجيا الأغذية كلية الزراعة بجامعة الأزهر، ود. سناء السيد - الباحثة بالجامع الأزهر.
أوضحت الدكتورة وسام عبد الرحمن مفهوم التغذية، وعلاقة الغذاء بالصحة، والفرق بين الغذاء الصحي وغير الصحي، مؤكدة على أن التغذية السليمة لها دور فعال في الوقاية من الأمراض، من خلال تقوية جهاز المناعة، ودعم الوظائف الحيوية.
كما ذكرت العناصر الغذائية الأساسية والتي تشمل: الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون الصحية، والماء، والفيتامينات، والمعادن.
وأكدت أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة، على أهمية التغذية السليمة وخاصة للطلاب، ودورها في النمو السليم، وإمداد الجسم بالطاقة؛ للقيام بالنشاط اليومي، ومساعدة الدماغ على العمل بكفاءة، مما يؤدي بدوره إلى المزيد من الانتباه والقدرة على التحصيل الدراسي، محذرةً من بعض العادات الغذائية الضارة، من تجاهل وجبة الإفطار، والإكثار من الوجبات السريعة والمقلية، وتناول وجبات غير منتظمة، والأكل بسرعة، والاعتماد على العصائر الصناعية، والمشروبات الغازية، والأكل أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف.
وذكرت العديد من النماذج لوجبات مدرسية متوازنة وصحية، وشددت على أهمية دور الأسرة في تقديم القدوة الحسنة، وإعداد وجبات صحية، وتعليم الأطفال قراءة الملصقات الغذائية، وكذلك دور المدرسة في التوعية الغذائية، وتشجيع الطلاب على إحضار وجبات صحية.
وختمت حديثها ببعض النصائح، والتي منها: تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة يوميًا، وشرب كمية كافية من الماء، والتقليل من السكريات والدهون المشبعة.
من جانبها استعرضت د. أسماء أحمد، أهمية الألبان ومنتجاتها، كأغذية ذكية تعزز صحة الإنسان في مختلف مراحل العمر؛ فهي منظومة تغذية متكاملة، أودع الله فيها أسرار القوة والنمو؛ إذ تحتوي على البروتين والدهون والفيتامينات والمعادن، كما أوضحت دور الميكروبيوم المعوي في الحفاظ على الصحة، وهو عبارة عن مجموعة من الكائنات الدقيقة النافعة التي تعيش في الأمعاء، وكذلك دور البروبيوتيك (وهي بكتيريا نافعة) لها دور كبير في تعزيز الصحة الجسدية، ومن أفضل الأغذية الحاملة للبروبيوتيك: الزبادي، واللبن الرائب، ولذا ينصح بتناول كوب من الزبادي يوميًا؛ لدعم المناعة، وصحة الجهاز الهضمي، وذكرت العديد من الأغذية الداعمة للبروبيوتيك وصحة الأمعاء، وشرحت كيفية إعداد زبادي غني بالبروبيوتيك منزليًا بطرق آمنة وصحية، ونوهت إلى أهمية العلاقة بين التغذية السليمة والصحة الجسدية والنفسية، وبينت دورها في تحسين وظائف الجسم الحيوية، وتحسين جودة النوم وزيادة التركيز والطاقة.
وفي ذات السياق ذكرت د. سناء السيد، أن الحفاظ على النفس هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية؛ لذلك عُنِيَ الإسلام بصحة الإنسان عنايةً بالغة، فأحل له الطيِّبَ النافع، وحرم عليه الخبيثَ الضار، وحرَّم أذى النفس وإهلاكها، وأرشده إلى الحفاظ على النفس، وإعطائها حقَّها من الراحة والحماية، كما أمره بالاقتصاد في الطعام والشراب، وعدم الإسراف؛ قال ﷻٖ: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا﴾، وحثه على سؤال العافية؛ قال رسول الله ﷺ: «سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ»، وأمره بالتداوي قال ﷺ: «تداووا فإنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً غيرَ الهِرَم»، أي: الشيخوخة. وأوضحت أن الصحة تعني: التمتع بالقوة في وظائف الأعضاء، وليست الخلو من الأمراض؛ لذا قال رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ».