كممجي.. أسير نفق الحرية يبصر نورها بفضل اتفاق غزة


في سبتمبر 2021، استطاع الأسير الفلسطيني أيهم كممجي مع 5 من رفاقه الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي، عبر نفق حفروه أسفله.
لكن أعيد اعتقاله بعد أسبوعين من فراره في عملية أُطلق عليها "نفق الحرية".
واليوم هو على موعد مع الحرية، بفضل اتفاق غزة، إذ أُعلن اسمه ضمن قائمة 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالمؤبد (السجن مدى الحياة) من المقرر الإفراج عنهم الاثنين.
وبدأت الاثنين عملية تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، تنفيذا لاتفاق يتضمن أيضا وقفا لإطلاق النار بدأ سريانه الجمعة الماضي.
ويقضي "كممجي" حكما بالسجن المؤبد؛ بتهمة خطف مستوطن وقتله، والانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.
وهو من مواليد 6 يونيو 1986، في بلدة كفر دان إلى الغرب من جنين شمالي الضفة الغربية المحتل.
وفي أعقاب مطاردته، اعتقل عام 2006 وهو في العشرين من عمره، وحكم عليه بالسّجن المؤبد.
الوجهة.. قبر أمه
في 2019، فقد "كممجي" والدته وحرم من وداعها، وفي 2022 قتل شقيقه "شأس" برصاص الجيش الإسرائيلي وحرم أيضا من وداعه، وتعرض غالبية أشقائه للاعتقال مرات عدة، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني (أهلي).
وفي 6 سبتمبر 2021، تمكّن "كممجي" وخمسة أسرى آخرين (محمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات) من الفرار من سجن جلبوع، غير أنه أعيد اعتقاله بعد أسبوعين إثر مطاردة واسعة.
واستطاع "كممجي" و"انفيعات" الوصول إلى جنين، قبل أن تعتقلهما القوات الإسرائيلية في الحي الشرقي من المدينة.
وكان "كممجي" ينوي، كما صرح لاحقا، الوصول إلى قبر والدته، ولكنه لم يتمكن.
وعقب زيارته "كممجي" بعد أن أعيد اعتقاله، قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) منذر أبو أحمد إن "كممجي" تعرض لمحاولتي اغتيال عبر إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي خلال انتقاله إلى جنين، بعد فراراه.
وأوضح أن محاولة الاغتيال الأولى كانت في اليوم الثاني من فراره، حيث كان متواجدا في منطقة العفولة بين الأعشاب، ولم يتمكن الجنود من اعتقاله، والثانية في منطقة سالم، وبعدها قضى 11 يوما في جنين.
وعقب عملية الفرار، أصدرت محكمة إسرائيلية حكما إضافيا بحقّ "كممجي" ورفاقه الخمسة بالسجن 5 سنوات، وغرامة 5 آلاف شيكل (أكثر من 1500 دولار).
رغم أنف الاحتلال
ولـ"كممجي" مقطع فيديو من داخل قاعة المحكمة الإسرائيلية بعد أن أعيد اعتقاله قال فيه: "وعدتنا المقاومة وعدا، وإنا بإذن الله ننتظر هذا الوعد، والنصر قادم رغما عن أنف الاحتلال".
ومن المفترض أن يتم إبعاده إلى قطاع غزة، بحسب تسجيل لمكالمة هاتفية بينه وبين والده تناقلها نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام.
ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس"، اليوم الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، إضافة إلى تسليم رفات 4 من جثامين 28 أسيرا تقول إسرائيل إنهم موجودين في غزة، على أن يتم استكمال تسليم البقية في وقت لاحق لم يُعلن بعد.
فيما قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين في بيان مشترك، إن إسرائيل أفرجت اليوم عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب.
يأتي ذلك وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالتلاعب بقوائم الأسرى.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 شهداء، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.