مباحثات مصرية أوروبية في بروكسل حول قضايا الشرق الأوسط والمياه والهجرة

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، السيدة كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، وذلك بمقر إقامته في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي وعدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول سبل تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا حرص الجانبين على توسيع مجالات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بما يخدم مصالح الطرفين ويعزز الاستقرار في المنطقة.

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء تقديره للشراكة الاستراتيجية التي تجمع القاهرة وبروكسل، مشيرًا إلى أهمية استمرار التنسيق المشترك تجاه القضايا الإقليمية، خاصة في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحديات أمنية وسياسية متصاعدة.

كما أشار الرئيس إلى أن النهج المصري المتوازن خلال السنوات الماضية أثبت قدرته على حفظ الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن حلول الأزمات لا يمكن أن تتحقق إلا باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ووقف التدخلات الخارجية.

وفيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية، أوضح السيسي أن جهود مصر المستمرة منذ عام 2016 أسهمت في وقف خروج أي قوارب هجرة غير شرعية من سواحلها، مؤكدًا أن مصر تستضيف نحو عشرة ملايين أجنبي فرّوا من مناطق النزاعات، وهو ما يجعلها تتحمل عبئًا إنسانيًا ضخمًا باسم الاستقرار الإقليمي.

كما استعرض الرئيس خلال اللقاء الجهود المصرية في إنهاء الحرب بقطاع غزة، مؤكدًا أن اتفاق شرم الشيخ الذي تم التوصل إليه بالتعاون مع الوسطاء يعكس التزام مصر الدائم بتحقيق التهدئة وإعادة الإعمار. وأعرب عن تطلع القاهرة لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ الاتفاق ودعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن مصر تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل.

من جانبها، أعربت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن تقديرها لدور مصر المحوري في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، مشيدة بالجهود المصرية في وقف إطلاق النار في غزة، ودعمها للحلول السياسية في كل من السودان وليبيا.

وأكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يعتبر خطة الرئيس ترامب خطوة إيجابية نحو تحقيق السلام، مشددة على رغبة الاتحاد في المشاركة الفاعلة بتنفيذها ودعم السلطة الفلسطينية، إلى جانب المساهمة في جهود إعادة إعمار القطاع.

وفيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية، ثمّنت كالاس ما تبذله مصر من جهود للحد من الظاهرة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى القاهرة كشريك رئيسي في تعزيز الاستقرار والتنمية في دول المصدر.

كما تناول اللقاء ملفات الأمن المائي في البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي، حيث تم التأكيد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي وعدم المساس بسيادة الدول أو حقوقها المائية.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور المشترك بين الجانبين المصري والأوروبي بما يضمن أمن واستقرار المنطقة ويعزز التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.