«فورين بوليسي»: ترامب يسابق الزمن لتأمين بدائل للمعادن الصينية

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، يخوض سباقًا مكثفًا لإعادة تشكيل سلاسل توريد المعادن الحيوية وتقليل الاعتماد على الصين، التي تسيطر بشكل شبه كامل على سوق المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات المتقدمة والتكنولوجيا الدفاعية.

وأشارت المجلة إلى أن هذا التوجه برز بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة، حيث دمج ترامب ملف المعادن الاستراتيجية في تحركاته الدبلوماسية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأبرم اتفاقيات تعاون مع أستراليا وماليزيا وتايلاند واليابان، في إطار خطة تهدف إلى تعزيز البدائل العالمية للموارد الصينية.

وعلى الصعيد الداخلي، تبنت الإدارة الأمريكية نهجًا غير تقليدي تمثل في دخول الحكومة كشريك مالي مباشر في بعض شركات التعدين الخاصة، في محاولة لتسريع تطوير القدرات المحلية في هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا السياق، قالت غرايسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن «وتيرة الجهود الأمريكية لمواجهة النفوذ الصيني تتسارع بشكل مذهل».
وتُعد المعادن الاستراتيجية – وعددها نحو خمسين عنصراً – من المكونات الأساسية للأمن القومي والاقتصاد الأمريكي، وتشمل العناصر الأرضية النادرة (17 عنصراً) التي تُستخدم في تصنيع الطائرات المقاتلة F-35 والتوربينات الهوائية والهواتف الذكية والمغناطيسات المتقدمة.

وتُهيمن الصين على نحو 85% من عمليات معالجة هذه العناصر عالمياً، و92% من إنتاج المغناطيسات النادرة، ما يمنحها نفوذاً كبيراً في التفاوض مع واشنطن.

وقد برز هذا النفوذ خلال المحادثات الأخيرة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية، والتي أفضت إلى اتفاق هدنة مؤقتة خففت من بعض الإجراءات التجارية المتبادلة.

وبموجب هذا التفاهم، خففت بكين جزءًا من القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة، رغم استمرار القيود السابقة على عنصري الغاليوم والجرمانيوم المستخدمين في صناعة أشباه الموصلات.