خبير: التصعيد بين واشنطن وطهران مسرحية سياسية هدفها تحسين شروط التفاوض وليس الحرب
قال ماهر نقولا، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات، إن الحديث المتزايد عن مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران يعكس حالة من الترقب السياسي أكثر من كونه استعدادًا حقيقيًا للحوار. وأوضح أن دعوة واشنطن لطهران للعودة إلى طاولة المفاوضات تتزامن مع تصريحات إيرانية بشأن ترميم المنشآت النووية وتطويرها بوتيرة أسرع، ما يشير إلى تصعيد مدروس يهدف إلى تحسين شروط التفاوض بدلاً من التوجه نحو مواجهة عسكرية.
وأضاف نقولا في مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" أن ما يجري هو "مسرحية سياسية خطيرة" يتبادل فيها الأطراف أدوار المزايدة، مشابهة لما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مراحل سابقة.
وأكد أن صناع القرار في البيت الأبيض ومستشاري الرئيس الأمريكي الحالي لا يرغبون في الدخول في حرب مع إيران، بل يسعون لصياغة صفقة جديدة بشروط قاسية، ولكن ضمن إطار تفاوضي يضمن مصالح واشنطن ويحد من تمدد النفوذ الإيراني.
وأشار إلى أن المشهد لا يقتصر على التفاعل بين الولايات المتحدة وإيران، بل تلعب القوى الأوروبية والإسرائيلية دورًا سلبيًا في هذا السياق، حيث "يصبون الزيت على النار"، موضحا أن ما يُعرف باللوبي اليميني الأطلسي، الذي كان يهيمن على السياسة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش وديك تشيني، قد انتقل اليوم إلى عواصم أوروبية مثل باريس وبرلين ولندن، حيث يدفع هذا اللوبي باتجاه التصعيد ضد طهران بالتنسيق مع اليمين القومي الإسرائيلي. في المقابل، يحاول الرئيس الأمريكي تجنب هذا الضغط والوصول إلى تسوية تحفظ ماء وجه الطرفين.





















