عالم أزهري يوضح سر اجتماع الملائكة في الفجر والعصر ودلالته على كرامة بني آدم
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي ﷺ الذي يذكر نزول الملائكة في صلاتي الفجر والعصر يحمل دلالات عميقة عن مكانة الإنسان المؤمن عند الله، مؤكدًا أن سؤال الله تعالى للملائكة عن عباده المصلين ليس لحاجة إلى علمٍ جديد، وإنما لإقامة الحجة ومباهاة المؤمنين أمام الملائكة.
وأوضح جبر، خلال فتوى له، أن الله سبحانه وتعالى جعل الملائكة الذين قالوا: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"، يشهدون لصلاح ذرية آدم، لتكون شهادتهم برهانًا على حكمة الله في خلق الإنسان الصالح، فيتحول الاعتراض الأول إلى شهادة تزكية في حق بني آدم المؤمنين.
وبيّن أن هناك ملائكة نهارية وملائكة ليلية، فالملائكة النهارية تحضر صلوات النهار مثل الظهر والعصر، أما الملائكة الليلية فتحضر صلوات الليل مثل المغرب والعشاء والفجر، مشيرًا إلى أن صلاتي الفجر والعصر يجتمع فيهما الفريقان معًا، فيكون اجتماعهم دليلاً على عظمة هاتين الصلاتين.
وأضاف أن حضور الملائكة في هذه الصلوات معناه شهودهم لعبادة المؤمنين، وأن الله سبحانه يسألهم عن حال عباده المصلين مباهاةً بهم أمام خلقه، إذ يأتي المؤمن إلى صلاته مختارًا رغم عوائق الشهوات والضعف البشري.
وأكد جبر أن هذا المشهد الإلهي يعكس كرامة بني آدم عند ربهم، وأن الله سبحانه أراد بذلك إظهار رحمته وعدله وحكمته في خلق الإنسان، مصداقًا لقوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، مبينًا أن في ذلك تكريمًا خاصًا للمؤمنين الذين يثبتون على الطاعة رغم مشقة التكليف.




















