باحثة: الجيش الإسرائيلي يعيش حالة تخبط بعد فشل عملياته في غزة ولبنان

قالت إنجي بدوي، باحثة ماجستير في الشأن الإسرائيلي، إن هناك حالة من الارتباك والتوتر داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية ما وصفته بـ"فشل القيادات العسكرية في إدارة حرب غزة"، مشيرة إلى أن هذا الفشل بدأ ينعكس أيضا على جبهة الشمال مع لبنان.

وأضافت بدوي، في تصريحات صحفية، أن صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية كشفت عن توتر متصاعد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب غياب الخطط الواضحة، وفشل القادة العسكريين في تحقيق أهداف الحرب، موضحة أن تقرير لجنة اللواء احتياط سامي ترجمان، التي فحصت التحقيقات في إخفاقات 7 أكتوبر، أظهر "وجود العديد من العيوب والنواقص في أداء الجيش".

وأشارت الباحثة إلى أن ما وصفته بـ"الحروب الوهمية التي يفتعلها الاحتلال تحت مسمى البقاء" تؤكد أن كل معارك إسرائيل عاجزة عن تحقيق أي انتصار حقيقي، إذ يقتصر نشاطها على قصف المدنيين وتدمير المنازل بالطيران، كما حدث في غزة، ويتكرر المشهد ذاته في لبنان حاليا.

وأكدت أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أي هدف استراتيجي في غزة، سواء من خلال تفكيك بنية المقاومة أو استعادة الردع أو حماية جبهته الداخلية، مشيرة إلى أن "النموذج نفسه يتكرر اليوم مع حزب الله في لبنان"، وسط مخاوف داخل الإعلام العبري من عودة الصواريخ الإيرانية لتسقط مجددا على تل أبيب.

ولفتت بدوي إلى أن وثائق داخل الجيش الإسرائيلي، تم الكشف عنها مؤخرا، أظهرت فشل الاحتلال في عملية "عربات جدعون"، حيث أكدت الوثيقة أن إسرائيل "ارتكبت كل الأخطاء الممكنة، وخاضت حربا تتعارض مع عقيدتها العسكرية"، مضيفة أن إسرائيل "زودت حماس بالموارد دون قصد، وأضعفت قواتها، وخسرت مصداقيتها الدولية"، بحسب ما أوردت القناة 12 العبرية.

وتابعت أن شهادات بعض المستوطنين الذين واجهوا مقاتلي حماس خلال عملية طوفان الأقصى عبرت عن حالة من الصدمة والارتباك داخل الجيش، حيث كان الهتاف الوحيد آنذاك: "أين جيش الدفاع؟"، ما يعكس حالة الشلل التي أصابت المؤسسة العسكرية في تلك اللحظات.

واختتمت الباحثة تصريحاتها بالتأكيد على أن استمرار هذا الوضع يعني أن إسرائيل تدفع بنفسها إلى حرب استنزاف بلا أفق، موضحة أن المستوى السياسي داخل الاحتلال يضغط باتجاه الحرب مع لبنان، لكن من الواضح أن الجيش "غير قادر على خوضها، لا في غزة ولا في الشمال"، في ظل ما وصفته بـ"التخبط العميق في عقيدة الحرب الإسرائيلية".