الدكتور أحمد الشرقاوي يشارك في احتفالية ”المس حلمك” لتخريج دفعة جديدة من الطلاب ذوي الإعاقة البصرية

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، أن الإسلام كرم الإنسان تكريماً مطلقاً، وجعل الابتلاء سبباً للتمايز والتفوق، وليس نقصاً أو عجزاً، لأن الشريعة الإسلامية قررت منهجاً متكاملاً لرعاية ذوي الهمم، ومن بينهم ذوو البصائر (المكفوفين)، فأوجبت لهم الاحترام، وحرمت السخرية والتنمر عليهم، وقد ذهب الإسلام إلى ما هو أبعد من ذلك عندما يبشر ذوي البصائر الصابرين على أحوالهم بالخلود في جنات النعيم، قال رسول الله ﷺ: "إن الله عز وجل أوحى إلي فقال، مَن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة) كريمتيه أي: عينيه.

جاء ذلك خلال مشاركته نيابة عن أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، في احتفال مؤسسة أخبار اليوم" بتخريج دفعة جديدة ضمن مبادرة "المس حلمك"، التي تهدف إلى تدريب الطلاب ذوي الإعاقة البصرية على القراءة والكتابة باستخدام طريقة برايل، وبحضور محافظي القاهرة والجيزة والدقهلية، والكاتب الصحفي إسلام عفيفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، والكاتب الصحفي مصطفى عبده رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم والأخبار المسائي، والدكتورة نوال حسني، رئيس الإدارة المركزية لرعاية الطلاب بقطاع المعاهدالأزهرية، والأستاذة نهى درويش، مدير عام التعليم الخاص بالأزهر،وعدد من كبار الكتاب.

وأضاف وكيل المعاهد الأزهرية أن النبي ﷺ كان يكرم الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم وهو من "ذوي البصائر" إكراماً شديداً، ومنحه مكانة أدبية واجتماعية عالية، حيث استعمله مرتين ليصلي بالناس على المدينة المنورة أثناء غياب النبي ﷺ عنها في الفتوحات، كما جعله مؤذناً له مع بلال بن رباح، مبيناً أن السلف الصالح استنوا هذا المنهج في التعامل مع ذوي البصائر، حيث أصدر الخليفة عمر بن عبد العزيز أوامر واضحة لحماية حقوقهم، قائلاً: "ارفعوا إلي كل أعمى في الديوان أو مقعد أو مَن به فالج أو مَن به زمانه تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة"، وبعد أن صنفهم ونظم أحوالهم، أمر لكل كفيف بمَن يقوده ويرعاه ويقوم على أمور حياته.

كما استعرض وكيل المعاهد الأزهرية نماذج عظيمة من "ذوي البصائر" الذين حققوا نجاحات خالدة، مثل: الأديب والمفكر طه حسين، الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، الشاعر العباسي بشار بن برد، والشاعر المصري الحديث علي الجارم، إضافة إلى الإمام البخاري الذي وُلد كفيفاً ثم أعاد الله له بصره، والصحابي الجليل ابن عباس، ترجمان القرآن، الذي كُفّ بصره في أواخر حياته.

وأكد الشرقاوي خلال كلمته أن الأزهر الشريف، إماماً وجامعاً وجامعة، يرى أن دعمه لأبنائه من ذوي البصائر ليس مِنةً ولا تفضلاً، بل هو توجيه نبوي ومنهج شرعي وتطبيق عملي لمبدأ التكافل الاجتماعي، ومن أمثلة على جهود الأزهر في دعم "ذوي البصائر": إنشاء مركز إبصار بالجامعة في فروع "أسيوط - مدينة نصر – طنطا"، بالإضافة إلى توفير صندوق رعاية اجتماعية لتغطية احتياجاتهم، كما يحرص الأزهر على تعليم وتأهيل الطلاب عن طريق نظام "برايل" بالتعاون مع مؤسسة "أخبار اليوم"، وعقد شراكة مع وزارة التضامن لتوفير بطاقات الرعاية الشاملة، علاوة على ذلك، أطلق الأزهر مشروع الكتاب المسموع على منصاته لذوي البصائر، بما في ذلك كتاب أحكام التجويد لطلاب المرحلة الإعدادية، تيسيرًا عليهم في عملية تحصيل العلم وتلقيه.

اختتم وكيل قطاع المعاهد الأزهرية كلمته بدعوة المجتمع إلى الفهم الحقيقي لقضايا الدمج والمساواة، والتعامل مع ذوي البصائر بمنطق التقدير والاحترام، وإتاحة الفرص الكاملة لمشاركتهم في بناء الوطن، وقد طبق الأزهر هذا المبدأ بشكل عملي عندما أتاح الفرصة لأول مرة لطالب من ذوي البصائر ليؤم المصلين في الجامع الأزهر، وشهد العالم بأسره على هذا الحدث الذي قدم فيه الأزهر نموذجاً كان المعيار فيه هو الإتقان وحسن الأداء.