سرطان ”المايلوما” المتعددة.. لماذا ترتفع الإصابات وكيف تغيرت طرق العلاج؟
أكد عدد من أساتذة أمراض الدم والأورام في مصر أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا كبيرا في منظومة علاج سرطان المايلوما المتعددة، أحد أكثر سرطانات الدم شيوعا، وذلك بفضل إدخال أدوية موجهة حديثة ساهمت في إطالة فترات السيطرة على المرض وتحسين معدلات البقاء ونوعية الحياة لدى المرضى.
ما هو مرض المايلوما المتعددة؟
المايلوما المتعددة أحد سرطانات خلايا الدم البلازمية، ويُعد ثاني أكثر سرطانات الدم انتشارا على مستوى العالم، وأن المرض غالبا ما يُكتشف في مراحل متقدمة، نظرا لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، ما يستدعي تعزيز الوعي المجتمعي والتشخيص المبكر.
أعراض المرض ومضاعفاته
قال الدكتور جمال فتحي، أستاذ أمراض الدم وزراعة النخاع بمعهد ناصر، إن غالبية مرضى المايلوما يعانون عند التشخيص من مجموعة من الأعراض التي تستوجب المتابعة الطبية العاجلة، أبرزها: آلام شديدة في العظام، خاصة الفقرات، وفقر الدم والإرهاق المستمر، وارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وتراجع وظائف الكلى.
وأضاف أن مضاعفات المرض قد تشكل تحديا كبيرا على الجانب الصحي والإنساني، خاصة إذا تأخر اكتشافه، و أن التشخيص المبكر يساعد على الحد من المشكلات الخطيرة المرتبطة بالمرض.
علاجات حديثة تغير مستقبل المرضى
وأشار إلى أنه على الرغم من عدم التوصل إلى علاج شافٍ حتى الآن، فإن التطورات الحديثة في العلاجات الموجهة أحدثت فارقا كبيرا في التعامل مع المرض، حيث أسهمت في: إبطاء تقدم المايلوما، وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة، وتقليل معدلات الانتكاس، وتحسين جودة الحياة اليومية للمرضى.
وأكد أن الفترة الأخيرة شهدت دخول أدوية متطورة يمكن استخدامها للمرضى حديثي التشخيص غير المؤهلين لزراعة النخاع، وكذلك المرضى الذين يعانون من انتكاس أو مقاومة للعلاجات التقليدية، مشددًا على أن تعدد الخيارات العلاجية يمنح الأطباء مساحة أفضل لاختيار الأنسب لكل حالة.
توسّع البروتوكولات العلاجية في مصر
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد المعطي، أستاذ طب الأورام وأمراض الدم بالمعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة، إن مصر قطعت شوطا مهمًا في تحديث البروتوكولات الوطنية لعلاج المايلوما، من خلال التعاون بين وزارة الصحة والجامعات والمراكز المتخصصة.
وأوضح أن إدخال العلاجات الموجهة الحديثة ضمن منظومة العلاج المتاحة في مصر يمثل «خطوة فارقة» لمرضى المايلوما، خاصة أولئك الذين يواجهون انتكاسات متكررة، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو رفع نسب البقاء وتحسين جودة الحياة.
أهمية التوعية والاكتشاف المبكر
وشدد الخبراء على أن رفع مستوى الوعي المجتمعي بالمرض وأعراضه يمثل أحد أهم الأسلحة في مواجهة المايلوما، خاصة أن: كثيرا من المرضى يتجاهلون آلام العظام لسنوات، الأعراض تتشابه أحيانا مع هشاشة العظام أو الأنيميا، والتشخيص المبكر يقلل بشكل كبير من المضاعفات الخطيرة.
ودعا الأطباء المواطنين إلى عدم إهمال الأعراض الممتدة لفترات طويلة، خاصة إذا كانت مصحوبة بضعف عام أو آلام عظمية متكررة.
