كيف تدعم التعليم العالي طلاب ذوي الإعاقة بالجامعات؟
تشهد الجامعات في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في آليات دعم وتمكين طلاب ذوي الإعاقة، في إطار التوجهات الوطنية لتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص وضمان دمج جميع الفئات داخل مؤسسات التعليم العالي. ويأتي هذا ضمن جهود شاملة تهدف إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة ومهيأة لاستقبال جميع الطلاب دون استثناء.
خدمات أكاديمية ميسرة
تحرص الجامعات على تقديم حزمة من التسهيلات الأكاديمية التي تساعد الطلاب ذوي الإعاقة على متابعة دراستهم بمرونة، ومن أبرزها:
توفير مواد دراسية بصيغ متعددة مثل: ملفات صوتية، وكتب إلكترونية ناطقة، ونسخ مهيأة لضعاف البصر.
تمدید الوقت في الاختبارات وإتاحة أماكن خاصة لأداء الامتحانات.
تعيين مترجمي لغة الإشارة لمساعدة الطلاب الصم وضعاف السمع داخل قاعات المحاضرات.
دعم أكاديمي فردي يشمل الإرشاد والمتابعة وتكييف المناهج عند الحاجة.
خدمات دعم نفسي واجتماعي.
تعمل مكاتب رعاية الطلاب على توفير:
جلسات دعم نفسي تساعد الطلاب على التكيف مع البيئة الجامعية.
برامج دمج اجتماعي لتعزيز العلاقات بين الطلاب من مختلف القدرات.
توعية أعضاء هيئة التدريس بآليات التعامل التربوي مع الطلاب ذوي الإعاقة لضمان بيئة تعلم محفزة.
تجهيزات بنية تحتية مهيأة
تواصل الجامعات تنفيذ مشروعات تهدف إلى جعل الحرم الجامعي بيئة أكثر شمولًا، وتشمل:
مسارات خاصة للكراسي المتحركة.
مصاعد مجهّزة بلوحات برايل.
قاعات دراسية ومختبرات مهيأة.
سكن جامعي ملائم لاحتياجات الحركة.
منصات رقمية لخدمة جميع الطلاب
ومع التحول الرقمي، بات توفر الجامعات، منصات تعليم إلكتروني متوافقة مع برامج القراءة الصوتية، وتسجيل المحاضرات صوتيًا ومرئيًا، مع إمكانية حضور المحاضرات عن بُعد لبعض الحالات.
وأسهمت هذه الجهود في زيادة نسبة التحاق وتمكن الطلبة من متابعة دراستهم وتحقيق إنجازات أكاديمية وبحثية مميزة، كما ظهرت مبادرات طلابية تقودها مجموعات من ذوي الإعاقة لتعزيز الوعي داخل الجامعة.
دعم ذوي الإعاقة
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على جهودها المتواصلة فى دعم الطلاب من ذوى الإعاقة داخل الجامعات المصرية.
توفير بيئة أكاديمية دامجة وتقديم خدمات تكنولوجية
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تدعم بصورة مباشرة تنفيذ المبادرة الرئاسية تمكين» والتي تستهدف دعم وتمكين الطلاب ذوى الإعاقة داخل الجامعات، من خلال توفير بيئة أكاديمية دامجة، وتقديم خدمات تكنولوجية وتعليمية متقدمة، وإتاحة البنية التحتية الجامعية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
وأوضح الوزير، أن المبادرة الرئاسية «تمكين» أسهمت خلال الفترة الماضية في تعزيز قدرات الجامعات على توفير الوسائل المساعدة والبرامج التدريبية والخدمات الداعمة التي تُسهّل دمج الطلاب في الحياة الجامعية، مؤكدًا أن الوزارة تتابع بصورة دورية ما يتم إنجازه لضمان تحقيق الأهداف المقررة للمبادرة.
وأشار الوزير إلى استمرار دعم الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية والمعاهد لتوسيع إنشاء وحدات دعم ذوي الإعاقة، وتطوير الأدوات الرقمية المساعدة، وتقديم الدعم الأكاديمي والإرشادي، بما يعزز تكافؤ الفرص ويرفع الوعي المجتمعي داخل الحرم الجامعي.
هذا، وسوف تستمر الجهود التي تبذلها الجامعات والمعاهد في تنفيذ فعاليات وبرامج توعوية وأنشطة تعليمية وثقافية موجهة للطلاب ذوي الإعاقة، والتي تعكس التزام الدولة بدعم وتمكين هذه الفئة، اتساقًا مع رؤية مصر في بناء مجتمع شامل يتيح للجميع فرصًا متساوية.
