باحثة: تكتيكات الاحتلال في حرب غزة استهدفت المدنيين نفسيا وجسديا
قالت إنجي بدوي، باحثة في الشأن الإسرائيلي، إن الحرب الأخيرة على غزة شهدت اعتماد الاحتلال الإسرائيلي على تكتيكات غير معلنة تهدف إلى إلحاق أقصى قدر من الضرر بالمدنيين، على المستويين النفسي والجسدي، بما يندرج ضمن جرائم الحرب وفق القانون الدولي الإنساني.
وأوضحت "بدوي"، في تصريحات صحفية، أن من بين هذه التكتيكات، الهجمات الليلية المتقطعة، التي استهدفت إرهاق السكان وإحداث انهيار عصبي جماعي، فيما لم تسفر هذه الطريقة عن نتائج كبيرة على الجانب العسكري للاحتلال.
وأشارت إلى أن المسطرة النارية، التي تقوم على تقسيم الأحياء إلى مربعات صغيرة واستهداف كل مربع بالقصف، تهدف إلى تهيئة الأرض للانتشار المدرع والسيطرة الميدانية، وليس القضاء على تهديد عسكري مباشر.
وأضافت أن الحزام الناري يعمل على محاصرة السكان داخل الأحياء لساعات طويلة تحت نيران كثيفة، ما يخلق حالات فزع وصعوبة في النجاة. كما أوضحت أن استخدام طائرات صغيرة مزودة بألواح عاكسة لإصدار ومضات ضوئية في الليل، ما يسمى بـ"مرايا الموت"، يزيد من حالة الرعب وعدم القدرة على تقدير اتجاه القصف.
وأكدت "بدوي"، أن الاحتلال اعتمد خطة استراتيجية تعرف باسم "إعدام المباني الصامدة"، عبر توجيه ضربات لأي مبنى يبقى قائما بعد انسحاب القوات، حتى لو لم يكن يشكل تهديدا، لمنع استخدامه لاحقا كنقطة تمركز، مشيرة إلى أن بعض المباني استغلتها المقاومة الفلسطينية بعد انسحاب الاحتلال، مثل المبنى الذي ظهر فيه الشهيد يحيى السنوار أثناء التخطيط العسكري في رفح.
وأوضحت أن النتيجة النهائية لهذه التكتيكات ليست مجرد دمار مادي، بل خلق إرهاق نفسي وجسدي مستمر لدى سكان غزة، وزيادة الضغط عليهم للتهجير وترك أرضهم، بما يمهد الطريق للسيطرة الاحتلالية على المناطق المستهدفة.


















