كيف نحمي كبار السن من الالتهاب الرئوي؟
في ظل الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفعت معدلات الإصابة بالالتهاب الرئوي بين كبار السن، وهو ما أثار مخاوف الأسر، خاصة أن هذه الفئة تعد الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى فشل تنفسي أو الحاجة إلى العناية المركزة.
ولم تتوقف المشكلة الصحية عند الفيروسات فقط، بل في ضعف المناعة وتزامن الأمراض المزمنة التي تجعل كبار السن أكثر هشاشة أمام أي عدوى تنفسية.
أسباب الالتهاب الرئوي في الشتاء؟
يعد فصل الشتاء هو البيئة المثالية لانتشار الفيروسات التنفسية التي تكون السبب الأول للالتهاب الرئوي خاصة مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، وانخفاض التهوية داخل المنازل، وزيادة الاحتكاك بين الأفراد، ما يسهل انتقال العدوى بسرعة.
كما يؤدي الهواء البارد إلى تقلص الشعب الهوائية وإضعاف قدرتها الطبيعية على التخلص من الميكروبات.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه كبار السن غالبا من أمراض مزمنة مثل مرض القلب والسكري والانسداد الرئوي، وهي حالات تجعل الرئتين أقل قدرة على مواجهة الالتهابات، في حين تتراجع كفاءة الجهاز المناعي مع التقدم في العمر، مما يضاعف خطر الإصابة.
أعراض الالتهاب الرئوي
تبدأ أعراض الالتهاب الرئوي عادة بسعال مستمر، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصوت صفير أو خشخشة داخل الصدر. وقد تظهر على كبار السن أعراض غير معتادة مثل الارتباك، فقدان الشهية، الإجهاد الشديد، أو تسارع معدل التنفس حتى دون وجود حرارة عالية.
ويحذر الأطباء من التهاون مع الأعراض الأولى، مؤكدين أن تأخر التشخيص هو السبب الأساسي وراء تدهور الحالات ودخولها في مضاعفات خطيرة.
مضاعفات
تشير الإحصاءات الطبية إلى أن الالتهاب الرئوي لدى كبار السن قد يتحول إلى حالة حرجة خلال ساعات إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب، لأن الالتهاب قد ينتشر داخل الرئة أو يسبب انخفاضا حادّا في مستوى الأكسجين.
كما تزداد احتمالات الإصابة بتسمم الدم وفشل أعضاء الجسم عند من يعانون من ضعف عام أو أمراض مزمنة.
طرق الوقاية
ينصح الأطباء بضرورة اتباع عدة ارشادات لتقليل فرص الإصابة، منها، التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا والالتهاب الرئوي
وهو إجراء ضروري لمن تجاوزوا 60 عاما، لأنه يقلل خطر الإصابة بنسبة كبيرة ويحد من شدة المضاعفات، والتدفئة دون إغلاق التهوية
التدفئة مهمة، لكن مع ضرورة فتح نافذة صغيرة يوميا لتجديد الهواء ومنع تراكم الميكروبات.
كما يجب تجنب الاختلاط بالمصابين بنزلات البرد خاصة في الأماكن المغلقة، مع استخدام الكمامة إذا كانت نسبة الإصابة بالفيروسات مرتفعة، ومتابعة الأمراض المزمنة بانتظام، وضبط السكر والضغط وتناول أدوية القلب في مواعيدها يقلل احتمالات تفاقم الالتهابات.
وأيضا شرب السوائل الدافئة وتناول غذاء غني بالفيتامينات مثل فيتامين C وD والزنك، إذ تساهم في دعم جهاز المناعة، وممارسة نشاط بدني بسيط داخل المنزل لتحسين كفاءة التنفس والوقاية من ضعف الرئة.
