الدكتور أحمد الشرقاوي: الأزهر كان ولا يزال الحاضنة العلمية الأصيلة لصناعة العلماء والمفتين
تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات الندوة الدولية الثانية، التي تنظمها دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بمشاركة دولية واسعة تضم نخبة من كبار علماء الشريعة والخبراء من مختلف دول العالم، حيث شهدت الفعاليات انعقاد الجلسة العلمية الثالثة، المخصصة لمناقشة دور الفتوى في مواجهة التحديات المعاصرة.
وفي هذا الإطار، قدم الأستاذ الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، بحثا علميا بعنوان: «أثر الفتوى في ترسيخ القيم الأخلاقية والحد من الانحراف السلوكي»، أكد خلاله أن الفتوى الشرعية الرشيدة تمثل ركيزة أساسية في بناء الإنسان وصون المجتمعات.

وأوضح الدكتور شرقاوي أن للفتوى دورا محوريا في ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية، وضبط السلوك الإنساني، وتحقيق الأمن المجتمعي، مشددا على أن رسالة الإفتاء لا تقتصر على بيان الحكم الشرعي فقط، بل تمتد إلى الإصلاح والتقويم، وحماية المجتمع من مظاهر الانحراف والغلو والتطرف.
وأكد أن تأهيل المفتين علميا ومنهجيا وأخلاقيا يعد حجر الأساس في صناعة الفتوى المنضبطة القادرة على مواكبة الواقع والتفاعل الإيجابي مع قضايا الإنسان المعاصر، بما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في العدل والرحمة وصيانة الكرامة الإنسانية، لافتا إلى أن الفتوى الواعية تسهم في نشر السلم المجتمعي وتعزيز الثقة بين الفرد والمؤسسات الدينية.
وأشار الدكتور شرقاوي إلى أن الأزهر الشريف كان ولا يزال الحاضنة العلمية الأصيلة لصناعة العلماء والمفتين، بما يمتلكه من رصيد معرفي عميق ومنهج وسطي رشيد، أسهم عبر العصور في حفظ الدين وصون المجتمعات من الانحراف الفكري والسلوكي.
كما شدد على أهمية استحضار البعد الإنساني والشرعي في القضايا الكبرى للأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية عدل وإنصاف وحقوق إنسان أصيلة.


















