الأمم المتحدة توثق مقتل 1013 مدنيا في هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم
وثقت الأمم المتحدة، في تقرير صدر اليوم الخميس، عمليات القتل والاغتصاب وأشكال العنف الجنسي والتعذيب والاختطاف التي ارتكبت على نطاق واسع خلال الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في أبريل 2023.
وأشار التقرير إلى مقتل ما لا يقل عن 1013 مدنياً خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل، ووصف الهجوم بأنه «نمط ثابت من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، والانتهاكات الفادحة للقانون الدولي لحقوق الإنسان».
وأوضح التقرير أن 319 شخصًا أُعدموا إما داخل المخيم أو أثناء محاولتهم الفرار، فيما قُتل آخرون في منازلهم أثناء عمليات تفتيش، وفي السوق الرئيسي والمدارس والمرافق الصحية والمساجد. وروى أحد الناجين كيف أطلق مقاتلان من قوات الدعم السريع النار عشوائيًا من خلال نافذة صغيرة، ما أدى إلى مقتل 8 رجال كانوا يختبئون في الغرفة نفسها.
وقالت إحدى النساء التي عادت إلى المخيم للبحث عن ابنها المفقود: «كان المخيم خاليًا، رأيت جثثًا متناثرة على الطرقات، ولم يكن هناك سوى الدجاج والحمير والأغنام تتجول في الأنحاء».
وأشار المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى أن «القتل المتعمد للمدنيين أو الأشخاص غير القادرين على القتال قد يشكل جريمة حرب تتمثل في القتل العمد»، داعيًا إلى «إجراء تحقيق نزيه وشامل وفعال ومعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة وفق إجراءات عادلة».
كما وثّق التقرير أنماط العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، مشيرًا إلى تعرض ما لا يقل عن 104 ناجين، بينهم 75 امرأة و26 فتاة و3 فتيان، لأشكال عنف جنسي مروعة، بما في ذلك الاغتصاب والاستعباد الجنسي، سواء أثناء الهجوم أو على طول طرق النزوح، مؤكدًا أن العنف الجنسي استُخدم عمداً لبث الرعب بين أفراد المجتمع.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن قوات الدعم السريع منعت دخول المواد الغذائية والمياه والوقود وغيرها من السلع الأساسية إلى المخيم قبل الهجوم، وشنّت هجمات ممنهجة على أي من حاول إدخال الإمدادات. كما أُعدم نحو 26 شخصًا على الطريق بين مخيم زمزم ومدينة الطويلة، كتحذير لمن يحاول إدخال الطعام، واضطرت العديد من العائلات لإطعام أطفالها علفًا حيوانيًا مثل قشور الفول السوداني للبقاء على قيد الحياة.



















