تفوق وطني بالأرقام.. المدرسة المصرية الأكثر نجاحًا في تاريخ الفراعنة بأمم أفريقيا
ودّع منتخب مصر منافسات النسخة الأخيرة من بطولة كأس الأمم الأفريقية من دور ثمن النهائي، خلال البطولة التي أقيمت في كوت ديفوار، تحت قيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا، لتتجدد بعدها حالة الجدل المعتادة حول هوية المدرسة التدريبية الأجدر بقيادة “الفراعنة” في الاستحقاقات القارية.
وبقراءة متأنية لتاريخ مشاركات المنتخب المصري في البطولة الأهم بالقارة السمراء، يتأكد تفوق المدرسة الوطنية على نظيرتها الأجنبية، إذ ارتبطت أعظم إنجازات الكرة المصرية في كأس الأمم الأفريقية بأسماء مدربين مصريين تركوا بصمات خالدة في سجل البطولة.
وحصد منتخب مصر خمسة ألقاب قارية تحت قيادة مدربين وطنيين، بداية من النسخة الأولى عام 1957 بالسودان بقيادة مراد فهمي، مرورًا بلقب عام 1998 في بوركينافاسو مع “الأسطورة” محمود الجوهري، وصولًا إلى الثلاثية التاريخية أعوام 2006 و2008 و2010 بقيادة “المعلم” حسن شحاتة.
ويُعد الجوهري حالة فريدة في تاريخ الكرة المصرية، بعدما أصبح المصري الوحيد الذي توج بكأس الأمم الأفريقية كلاعب عام 1959 وكمدير فني عام 1998، في نسخة شهدت تألقًا استثنائيًا لحسام حسن، الذي قاد المنتخب هجوميًا وسجل 7 أهداف تصدر بها قائمة هدافي البطولة مناصفة مع الجنوب أفريقي بيندكت مكارثي.
في المقابل، لم ينجح المدربون الأجانب في التتويج سوى بلقبين فقط؛ الأول في نسخة 1959 بالقاهرة مع المجري بال تيتكوس عقب الفوز على السودان (2-1)، والثاني في نسخة 1986 مع الويلزي مايكل سميث، حين عاد اللقب لأحضان مصر بعد غياب 27 عامًا بالفوز على الكاميرون بركلات الترجيح في استاد القاهرة الدولي، بقيادة القائد مصطفى عبده.
وخلال 26 مشاركة سابقة لمنتخب مصر في البطولة، تعاقب على قيادته الفنية 21 مدربًا، بينهم 11 مصريًا و10 أجانب، ينتمون إلى 8 مدارس تدريبية مختلفة من أوروبا والأميركتين، شملت المجر وألمانيا وويلز وهولندا وفرنسا والأرجنتين والمكسيك والبرتغال.
وبدأت رحلة المدربين الوطنيين مع مراد فهمي في النسخة الأولى، ثم قاد حنفي بسطان ومحمد الجندي المنتخب إلى نهائي نسخة 1962 في إثيوبيا قبل الخسارة أمام أصحاب الأرض بعد وقت إضافي، بينما حقق المنتخب المركز الثالث في نسخة غانا 1963 تحت قيادة فؤاد صدقي، والرابع في نسختي السودان 1970 وكوت ديفوار 1984 مع محمد عبده صالح “الوحش”.
كما حصد “الفراعنة” المركز الرابع في نسخة نيجيريا 1980 بقيادة عبد المنعم الحاج، قبل الخروج المبكر في نسختي الجزائر 1990 والسنغال 1992، ثم وداع ربع نهائي نسخة 2002 أمام الكاميرون، والخروج من دور المجموعات في نسخة تونس 2004 تحت قيادة محسن صالح، ليبدأ بعدها العصر الذهبي مع حسن شحاتة.
وعلى الجانب الآخر، أخفق المنتخب في التتويج باللقب على أرضه في نسخة 1974 بقيادة الألماني ديتمار كرامر، واكتفى بالمركز الرابع في نسخة 1976 بإثيوبيا تحت قيادة مواطنه بوركهارد بيب، كما ودّع المنافسات من الدور الأول في نسخة 1988 بالمغرب مع الويلزي مايكل سميث، وتوقف مشواره عند ربع النهائي في نسختي 1996 بجنوب أفريقيا مع الهولندي رود كرول و2000 مع الفرنسي جيرار جيلي.




















