18 أبريل 2024 09:56 9 شوال 1445
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
دين وفتاوى

حكم زيارة القبور في العيد.. المفتي يستشهد بالرسول ﷺ

زيارة القبور (تعبيرية)
زيارة القبور (تعبيرية)

ما حكم زيارة القبور في العيد؟ يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما هو حكم زيارة المقابر في يوم العيد؟

وأجابت دار الإفتاء المصرية على لسان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بأن زيارة المقابر مندوب إليها في جميع الأوقات؛ لأن الأمر بها جاء مطلقًا، فشمل ذلك جميع الأوقات، وتزيد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالى، ومنها أيام العيدين؛ لما في ذلك من استشعار معاني الصلة والبر، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب، ولْيُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان، وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.

تأصيل الفتوى

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن الشرع الشريف استحبَّ زيارة القبور ورغَّب إليها؛ لما في زيارتها من تذكر الآخرة، والزهد في الدنيا الفانية، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.

واستدل علام، بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «زُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْآخِرَةَ» رواه الإمامان أحمدُ ومسلمٌ، وأصحابُ السُّنن، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقُلُوبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا» أخرجه الإمام أحمد في "المسند" واللفظ له، والطبراني في "المعجم الكبير".

اقرأ أيضًا: استعد.. كنز عظيم بشَّر به النبي ﷺ تحصل عليه في ليلة النصف من شعبان «فيديو»

قال العلَّامة المُناوي في "فيض القدير": [ليس للقلوب -سيَّما القاسية- أنفعُ من زيارةِ القبور، فزيارتها وذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب، وزيارة القبور تبلغ في دفع رين القلب واستحكام دواعي الذنب ما لا يبلغه غيرها] اهـ.

وحول نهي النبي عن زيارة القبور أول الأمر قال المفتي: «إنما كان نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن زيارة القبور حينما كان المسلمون قريبي عهد بالجاهلية، وبأفعالها التي كانت من عاداتهم عند زيارتهم للمقابر؛ من الندب والنواح والتلفظ بألفاظ يرفضها الشرع الشريف، فعندما استقر الإسلام في قلوبهم وزالت رواسب الجاهلية عنهم، أمرهم حينئذ بزيارتها، ورغبهم في ذلك، ونهاهم عما كانوا يفعلونه بها من أفعال الجاهلية؛ فالأمر بزيارة القبور بعد النهي عنها جاء مطلقًا غير مقيدٍ بوقتٍ دون وقت، ولا حال دون حال، بل جاء مبيِّنًا ما في زيارتها من نفع يعود على زائرها، وهو مما ينبغي أن يحرص عليه المسلم دائما؛ فإن في تذكر الآخرة رقةً للقلب وارتداعًا للنفس عن المعاصي والآثام».

وقال مفتي الجمهورية: «عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ونَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا»، (قال الشافعي): ولكن لا يقال عندها هُجر من القول، وذلك مثل: الدعاء بالويل والثبور، والنياحة، فأما إذا زرت تستغفر للميت، ويرق قلبك، وتذكر أمر الآخرة: فهذا مما لا أكرهه] اهـ، وجاء في الشرع استحبابُ زيارة المقابر في بعض الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما في الزيارة فيها من وافر الثواب وجزيل العطاء، وقبول الدعاء، كيوم الجمعة، والنصف من شعبان، ورأس الحول من كل عام، وموسم الحج.

اقرأ أيضًا: إعجاز علمي في السنة.. قول النبي ﷺ: «يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله»

زيارة القبور يوم الجمعة

وأشار علام، إلى أن دليل استحباب زيارة القبور يوم الجمعة هو توارد النصوص أن من زار قبر أبويه كل جمعة غفر له وكُتب بارًّا: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، وعن ابن عيينة عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف".

وأشار، إلى أنه ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا» وعن بعضهم أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده وعن بعضهم: عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس. قال القرطبي: ولذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة يوم السبت فيما ذكر العلماء، لكن ذكر في البيان قد جاء أن الأرواح بأفنية القبور وأنها تطلع برؤيتها وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس والجمعة وليلة السبت (أقول) ويمكن الجواب عن الشارح بأنه عبر بالتعيين، فحاصل كلامه: أن يوم الجمعة لا يتعين للزيارة فيه، إلا أنه وإن كان لا يتعين إلا أنه أفضل من غيره] اهـ.

زيارة القبور ليلة النصف من شعبان

وأما عن استحبابها ليلة النصف من شعبان: فقد ورد أن النبي صل الله عليه وآله وسلم زار البقيع ليلة النصف من شعبان: فعن عائشة رضى الله عنها قالت: فَقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة، فإذا هو بالبَقيعِ، فقال: «أكنتِ تَخافينَ أن يحيفَ الله عليك ورَسُولُه؟» قلتُ: يا رسولَ الله، إني ظننتُ أنَّكَ أتيتَ بعضَ نسائِكَ، فقال: «إن الله تبارك وتعالى ينزلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شعبان إلى سَماءِ الدُّنيا، فَيَغْفِرُ لأكثرَ من عَدَدِ شعر غَنَمِ كلْب» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، والترمذي وابن ماجه في "سننهما"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وعن استحبابها ليلة رأس السنة: فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم، يزورون قبور الشهداء عند رأس الحول؛ فعن محمد بن إبراهيم التميمي قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأتي قبور الشهداء عند رأس الحول فيقول: «سَلَام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعم عُقْبى الدَّار»، قال: وكان أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما يفعلون ذلك. أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف".

وعن استحبابها في موسم الحج: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه زار قبر أمه السيدة آمنة رضي الله عنها في حجة الوداع؛ فعن إبراهيم النخعي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج هو وأصحابه في حجة الوداع إلى المقابر، فجعل يتخرق تلك القبور حتى جلس إلى قبر منها، ثم قام وهو يبكي وقال: «هَذَا قَبْرُ أُمِّي آمِنَةَ» أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة"، وعَن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قَالَت: حج بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم حجَّة الْوَدَاع، فَمَرَّ بِي على عقبَة الْحجُون وَهُوَ باكٍ حَزِين مُغْتَمٌّ، ثمَّ عَاد وَهُوَ فَرح مبتسم، فَسَأَلته فَقَالَ: «ذهبت إِلَى قبر أُمِّي، فَسَأَلت الله أَنْ يُحْيِهَا، فَآمَنَتْ بِي وَرَدَّهَا الله» أخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"

وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما وهي حاجة وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت إذا قدمت مكة جاءت إلى قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما فسلمت عليه.

اقرأ أيضًا: إذا دُعِيَ به أجابْ.. اسم الله الأعظم من القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ

زيارة البقيع

وجمهور الفقهاء على استحباب زيارة مقابر أهل البقيع من آل البيت الكرام، وصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنهم، وذلك عقيبَ مناسك الحج؛ لِمَا في موافقة ذلك من شرف مجاورة أيام الحج المباركة. وقد كان من سُنَّته صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر، وقد فسر العلماء أن من أسباب فعله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك أن يزور قبور أقاربه فيهما، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق" أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أخذ يوم عيد في طريق، ثم رجع من طريق آخر" أخرجه أبو داود والدارمي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "السنن"، ومما يُستأنَس به في ذلك: ما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته العيدين بالبقيع وهي مقابر المدينة، فلو كره صلى الله عليه وآله وسلم الذهاب للمقابر في الأعياد لتخير مكانًا آخر للصلاة غير الساحة المحيطة بالمقابر.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أضحى إلى البقيع، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه، وقال: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» أخرجه البخاري في "صحيحه". وعن الشعبي، قال: "كُنِسَ البقيع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم فطر أو أضحى" أخرجه أبو داود في "المراسيل" وعبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى"، والمزي في "تحفة الأشراف".

اقرأ أيضًا: ما حكم زيارة أضرحة آل البيت ومقامات الصالحين؟ دار الإفتاء تُجيب

حكم زيارة القبور زيارة القبور في العيد حكم زيارة القبور ليلة النصف من شعبان زيارة القبور النهي عن زيارة القبور أدلة النهي عن زيارة القبور ما حكم زيارة القبور ما حكم زيارة القبور في العيد

مواقيت الصلاة

الخميس 09:56 صـ
9 شوال 1445 هـ 18 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:53
الشروق 05:25
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:24
العشاء 19:45
click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
البنك الزراعى المصرى