شيماء جمال.. من المذيعة المشاغبة إلى فيلا المنصورية «القصة الكاملة»

«ناس بتبان في الخصام والبُعد والخناقات يابنتي، سيبك من الشويه الحلوين اللي في الأول دول ؛ هتعرفي أصل كل واحد لما تحطيه في ضغط، لما تعتمدي عليه أو تبينيله نقطة ضعفك، ساعتها هتعرفي الشخص ده على حقيقته»، كانت هذه آخر كلمات المذيعة شيماء جمال عبر حسابها على موقع الصور العالمي «إنستجرام»، قبل أن تلقى حتفها.

شيماء جمال، نهاية مأساوية حاقت بهذه الفتاة الطامحة إلى الشهرة، والتي لطالما عاشت حياةً مشاغبة؛ فبين مشكلات في عملها، وسعيها للحصول على عضوية نقابة الصحفيين، وبين مشاكلها الزوجية، انتهت مسيرة المذيعة المشاغبة داخل حديقة فيلا بالمنصورية.

وتصدرت شيماء جمال، الأكثر تدوينًا على موقع التدوين العالمي «تويتر»، بعد نهايتها المأساوية؛ إذ عُثر على جثمانها داخل مزرعة فيلا بالمنصورية، ووجدت جثتها مشوهةً بمياه النار، وكشفت النيابة العامة مزيدًا من التفاصيل حول الواقعة.

من هي شيماء جمال؟

بدأت شيماء جمال طريقها نحو الشهرة من خلال تقديمها ببرنامج «المشاغبة» عبر فضائية « LTC» عام 2017، وكانت أهم حلقات برنامجها التي خلفت لها شهرة واسعة، عندما أخرجت كيسًا يحوى مادة بيضاء قائلةً: «أنا وعدت المتصل إني هشم هيروين على الهواء وأديني وفيت بوعدي، بس حلوة الشمة أوي»؛ ليطلق بعدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على شيماء جمال لقب «مذيعة الهيروين».

وتحركت نقابة الإعلاميين حينها، مصدرة قرارًا بوقف شيماء جمال عن العمل 3 أشهر؛ بعد أن خالفت معايير، وأخلاقيات المهنة؛ ثم خرجت بعد ذلك شيماء لتقدم اعتذارها للجمهور، مؤكدة أن المادة البيضاء كانت عبارة عن «سكر بودرة» ولم تكن أبدًا مادة مخدرة، وانتقلت إلى العمل بقناة «الحدث اليوم».

شيماء جمال كانت تسعى جاهدة للحصول على عضوية نقابة الصحفيين، فعمل في إحدى الصحف بيد أن مشكلة إدارية حول قيد الصحيفة حالت دون تحقيق شيماء جمال حلمها بالانضمام إلى بلاط صاحبة الجلالة.

بداية النهاية

وبحسب مصادر أمنية، فإن مدير مباحث الجيزة، تلقى بلاغًا من أحد الأشخاص يعمل بجهة قضائية، يفيد بتغيب زوجته شيماء جمال مقدمة برنامج «المشاغبة»، مشيرًا إلى أنه تلقى منها اتصالًا بفيد بأنها تقضي بعض حوائجها بمدينة 6 أكتوبر، وأنها ستتجه إلى منزلها قبل أن تغلق هاتفها وتختفي لعدة أيام.

وبحسب التحريات، التي تم تداولها في العديد من وسائل الإعلام، فإن المذيعة كانت متزوجة من أحد القضاة لمدة 8 سنوات، منهم 3 سنوات عرفي، و5 سنوات زواجًا رسميًا، فيما حدث خلاف مؤخرًا بينها وبين زوجها، وأنها هددته بكشف سره لدى أسرته.

وأثناء إجراء التحريات حول الواقعة، حضر إلى وحدة المباحث الجنائية بالجيزة، شاهد عيان، أقر بأن زوج شيماء جمال قام بقتلها نتيجة خلافات زوجية، بعد أن استدرجها إلى مزرعة بمركز أبو صير بمدينة البدرشين، بحجة شراء المزرعة لها كهدية صلح بينهما، وأنه حدثت بينهما مشادة كلامية، قام على إثرها الزوج بالاعتداء عليها من سلاحه المرخص في رأسها؛ فسقطت قتيلة، وقام بدفن جثتها بالمزرعة.

وأكمل شاهد العيان، أن زوج شيماء جمال وهو نائب رئيس مجلس الدولة، احتجزه في منطقة الساحل الشمالي لدى عدة أشخاص؛ خوفًا من افتضاح أمره، مشيرًا إلى أنه نجح فب الهروب من مكان احتجازه، وقدم إلى سراي النيابة العامة للإدلاء بمعلوماته حول الواقعة.

بيان النيابة العامة

وقبل قليل أصدرت النيابة العامة بيانًا رسميًا قالت فيه: «تلقت النيابة العامة بلاغًا من عضوٍ بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته المجني عليها شيماء جمال التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية بعد اختفائها من أمام مجمع تجاريٍّ بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحدًا بالتسبب في ذلك، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، إذ استمعت لشهادة بعضٍ من ذوي المجني عليها الذين شَهِدوا باختفائها بعدما كانت في رفقة زوجها أمام المجمع التجاري المذكور».

وأكملت النيابة العامة في بيانها: «ظهرت شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغه. ثم بتاريخ أمس الموافق السادس والعشرين من شهر يونيو الجاري مثَلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة أكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حاصلها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته على إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدًا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها».

وأردفت: «وإزاء ذلك، ولعضوية زوج المجني عليها بإحدى الجهات القضائية استصدرت النيابة العامة من تلك الجهة إذنًا باتخاذ إجراءات التحقيق ضدَّه بشأن الواقعة المتهم فيها، وبموجبه أمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وتتبعت خطَّ سيره في اليوم الذي قرَّر الشخص الذي مثَلَ أمام النيابة العامة أنه يوم ارتكاب الزوج المتهم واقعة القتل، وضبطت أدلة تُرجّح صدق روايته، وانتقلت برفقته إلى حيث المكان الذي أرشد عن دفن جثمان المجني عليها فيه، فعثرت عليها به، وكان في صحبة النيابة العامة الطبيب الشرعي، حيث اعترف هذا الشخص الذي أرشد عن المكان باشتراكه في ارتكاب الجريمة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها».