مفتي الجمهورية: الواقع المعاصر تغير عن عصر النبوة
قال الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية، إن الفتوى تحدد المعالم الأساسية للواقع المعاصر مع معالجة قضاياه، ومن هنا كان لا بد من معرفة الواقع المعاصر ومعرفة محددات الشريعة الإسلامية.
وتابع علام: الواقع المعاصر تغير عن عصر النبوة، وإن كانت القضايا المعاصرة لم يأت عليها نص صريح في القرآن الكريم ولا في سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بصورة تفصيلية جزئية إلا أن النص الشريف يقدم الحلول للمشكلات العصرية في كل زمان ومكان بصورة تتميز بالحضارية والرحمة التي تميزت بها شريعة الإسلام، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إنَّما أنا رحمةٌ مُهداةٌ"، فالرحمة استقرار وتعاون وتشارك وعمارة وتهذيب للنفس الإنسانية، والرحمة متغلغلة في كل التكاليف الشرعية ولا يوجد تكليف من التكليفات الشرعية منعزل عن الرحمة.
وأوضح أن المسلم يكرر ذكر اسم الله "الرحمن الرحيم" أكثر من ستين مرة يوميًّا، وينغمس فيه بصورة لفظية وسلوكية في كل لحظة من لحظات حياته، فالرحمة هي عنوان التكاليف الشرعية، وبتتبع التكاليف الشرعية نجد أن الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح للخلق ودفع المفاسد عنهم في العاجل والآجل، ومن هنا فإن الفتوى تعمل على استقرار المجتمع وعمران الأرض والتعاون بين المجتمع ومراعاة الرحمة.
وأشار المفتي إلى أنه عند تطور المجتمعات ينبغي أن تكون الشريعة حاضرة وبفهم الواقع الذي نعيشه، فالشريعة قادرة على أن تعطي الأحكام عندما يدرك المجتهد والفقيه والمفتي النص الشرعي فهمًا، ومقصدًا، ومرامي، وغايات، مع تحصيل العلوم اللازمة لتحقيق ذلك، والتأكيد على أن عمل المجتهد أو المفتي عمل عقلي علمي في إطار النص الشرعي، بحيث يقوم بإنزال النص الشرعي على أرض الواقع المتطور، مع ضرورة إدراك الواقع بمعرفة علومه.
جاءت تصريحات المفتي خلال المحاضرة الثانية للمشاركين بالدورة العلمية المتقدمة المتخصصة لعدد (18) عالمًا من كبار علماء الهند، وعمداء كلياتها، وأساتذة جامعاتها، ورؤساء مؤسساتها الدينية والثقافية بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر.





















