«الممر الآمن» طريق الموت في غزة.. نازحة فلسطينية: «جثث متفحمة وأجساد عارية»


مع دخول الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، يومها الـ47، بدأت بوادر بتخفيض وتيرة التصعيد بعد توصل الطرفين إلى اتفاق هدنة لتبادل الأسرى، لكن مأساة الفلسطينيين ما زالت مستمرة، لاسيما النازحين الذين يعيشون معاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الممر غير الآمن
تعددت الروايات المأساوية، التي يرويها النازحين، لكن أصعبها ما قالته السيدة الفلسطينية إنتصار العرابيد، وهي تحاول تمالك نفسها ومنع دموعها: «أصبح الرعب كبيرا جدا في مخيم جباليا، فاضطررنا إلى الخروج، وخرجنا عن طريق الممر الآمن، أخذنا باص روضة وتوجهنا إلى سوق السيارات وكان يوجد كارات (عربات تجرها الدواب) والآن قدمي مكسورة».
وأضافت: «أخذوني عند أول الدبابات الإسرائيلية وهناك مشيت عند الطريق الذين ادّعوا أنه آمن أول صدمة لي أنني كنت من سكان البريج، أقمت به 4 سنوات، للأمانة لم أعلم شيء من معالم الطريق الذي أمشي به، من كثيرة الهدم والخراب».
مشاهد صعبة
تابعت: «شاهدنا شهداء على الجبهة اليمين وسيارة بها 4 من الشهداء متفحمين، كان القناصة ينظرون إلينا وكنا نحمل جهاز المساعدة على المشي وعند وصولنا إلى الممر، فتشوا أبنائي بشكل كامل، من الرأس إلى أسفل أقدامهم بجهاز تفتيش، وجعلوهم يرفعون أيديهم».
واختتمت: «كانت فيه هناك مناظر صعبة شاهدوها واعتقلوا شبابا أمامهم، وأتأسف عن هذا الشيء، حتى خلعوا ملابس الشباب الداخلية عنهم وكانوا عراة وجعلوهم يزحفون على الأرض، وارتكبوا معهم كل أنواع الذل».