رحّالة ألمان في عيون التاريخ: ندوة باتحاد الكُتّاب تكشف ملامح مصر من منظور غربي

استضافت لجنة الترجمة باتحاد كتاب مصر، برئاسة الدكتور أحمد الحسيسي، ندوة ثقافية مميزة بمقر الاتحاد بالزمالك، تناولت نظرة الرحالة الألمان لمصر، من خلال عرض علمي وتاريخي قدمه الأستاذ الدكتور وجيه عبد الصادق عتيق، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، بحضور عدد من المفكرين والمثقفين.

افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية من الدكتور الحسيسي، ألقى فيها الضوء على المسيرة الأكاديمية للدكتور عتيق، قبل أن يبدأ الضيف حديثه مستعرضًا تجارب 32 رحالة ألماني زاروا مصر، خاصة خلال القرن العشرين، حيث نقلوا رؤى تفصيلية عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع المصري في تلك الفترات.

وسلط الدكتور عتيق الضوء على زيارة الملك فؤاد لألمانيا عام 1929، مشيرًا إلى الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها، لاسيما أن ثقافته الأوروبية ساعدت في تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية، وتأثرت بشكل غير مباشر بزوجة ولي عهد بروسيا ذات الأصول الملكية البريطانية.

كما تطرّق إلى أحد أهم أعماله المترجمة، والتي توثق انطباعات ولي عهد بروسيا عن زيارته لمصر، متضمنة مشاهد من زيارته للأهرامات، واحتفالية افتتاح قناة السويس، وما صاحبها من مراسم دقيقة وكلمات رسمية ألقاها شخصيات بارزة مثل ديليسبس، والخديوي إسماعيل، والإمبراطور النمساوي.

وتضمنت المذكرات كذلك تفاصيل عن حضوره أحد العروض في دار الأوبرا، وزيارته للمدرسة الألمانية والكنيسة الإنجيلية في القاهرة، بالإضافة إلى وصف رحلته إلى الإسكندرية بالقطار، في مشاهد غنية بالتفاصيل الحضارية والبصرية.

في ختام الندوة، أثنى عدد من الحضور على المحتوى العلمي والثقافي المقدم، ومن بينهم الدكتور خلف المصري، والدكتور أيمن فؤاد سيد، والدكتور حسين البنهاوي، الذين أكدوا على أهمية توثيق هذه الرحلات ودراستها بشكل منهجي للاستفادة من نظرة الآخر لتاريخنا.

وقدّم اتحاد الكتاب شهادة تقدير للدكتور وجيه عبد الصادق عتيق، تعبيرًا عن الامتنان لجهوده البحثية والمترجمة في كشف زوايا غير تقليدية من التاريخ المصري الحديث.