هل غسل يوم الجمعة واجب أم مستحب ؟.. دار الإفتاء توضح


أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل حول وجوب غسل يوم الجمعة، موضحًا أن الغسل في هذا اليوم ليس واجبًا بإجماع العلماء، بل يعد من السنن المؤكدة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان بعض العلماء قد اعتبره واجبًا، إلا أن جمهور الفقهاء يرونه سنة مستحبة مؤكدة.
وقد اتفقت المذاهب الأربعة: الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة على استحباب غسل الجمعة، مؤكدين أن المواظبة عليه من هدي النبي، لما فيه من طهارة ظاهرة واستعداد لحضور صلاة الجمعة في أفضل هيئة.
وأوضح الشيخ شلبي أن الغسل يوم الجمعة له فضل كبير، واستند إلى أحاديث صحيحة منها ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرّب بدنة..."، وهو ما يدل على عظيم الأجر المترتب على الاغتسال باكرًا والتوجه إلى صلاة الجمعة.
أما من ناحية الدليل القرآني، فاستشهد الشيخ بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع."، مشيرًا إلى أن الآية لم تنص على وجوب الغسل، مما يُفهم منه أن الطهارة المطلوبة لصلاة الجمعة تتحقق بالوضوء، والغسل يزيد من الفضل ولا يُعد شرطًا لصحة الصلاة.
كما أورد الشيخ شلبي عددًا من الأحاديث النبوية التي تدعم هذا المعنى، منها ما رواه أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستنّ، وأن يمس طيبًا إن وجد"، موضحًا أن كلمة "واجب" هنا لا تعني الفرض، بل التأكيد على الاستحباب، خاصة أن السواك والتطيب غير واجبين، وقد وردا في السياق نفسه.
وأكد الشيخ أن الأمر بالغسل في هذه النصوص يُحمل على الندب، لا على الإلزام، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن في أحاديث أخرى أن من توضأ الجمعة فأحسن الوضوء ثم أتى الصلاة فأنصت واستمع، غُفر له ما بين الجمعة والتي تليها، مما يدل على أن الوضوء كافٍ لصحتها.
ووجه شلبي النصيحة للمسلمين أن يحرصوا على هذه السنة المباركة، فهي طهارة للجسد واستعداد للقلب لاستقبال خطبة الجمعة، ووسيلة لرفعة الدرجات ونيل الأجر.