إذاعة أمريكية: تماهي الجيش مع حزب الله يضعف الدولة ويعزز الصراع الطائفي


حذّرت إذاعة يو بي آي الأمريكية من أن البنيان الأمني الهش في لبنان يواجه تهديدًا متناميًا بسبب تداخل الخطوط الفاصلة بين الجيش اللبناني وحزب الله.
وأوضحت الإذاعة أن مهمة الجيش، من حيث المبدأ، هي الدفاع عن السيادة الوطنية تحت سلطة الدولة، بينما يعمل حزب الله كقوة مسلحة غير رسمية ذات أجندة مرتبطة بقوى خارجية. وأي تعاون أو تداخل بين الطرفين، بحسب التقرير، يضعف نزاهة الجيش ويقوّض استقرار البلاد ككل.
وأشارت إلى أن تقارير عدة خلال السنوات الأخيرة كشفت عن حالات تنسيق بين بعض الفصائل داخل الجيش وشبكات تابعة لحزب الله، الأمر الذي يقوض مبدأ حيادية الجيش ومهنيته بوصفه مؤسسة يفترض أن تخدم جميع اللبنانيين على قدم المساواة. وحذّرت من أن ذلك يفتح الباب أمام إضعاف الدولة وتعزيز الهياكل الموازية داخل السلطة.
وبحسب الإذاعة، فإن الخطر يكمن في أن يُنظر إلى الجيش الوطني كقوة متحالفة مع حزب الله، ما يفقده مصداقيته محليًا ودوليًا، ويحوّله إلى طرف في الصراع الطائفي بدلًا من أن يكون قوة توحيد. وهو ما لا يهدد الأمن الداخلي فقط، بل يعرّض لبنان أيضًا لخطر العزلة عن شركاء دوليين يعتبرون الجيش الركيزة الأخيرة للشرعية الوطنية.
وختمت الإذاعة بأن استقرار لبنان يظل مرهونًا بفصل واضح بين القوات المسلحة الرسمية والميليشيات غير التابعة للدولة، مؤكدة أن حماية الجيش من الأجندات السياسية والطائفية تمثل شرطًا أساسيًا للحفاظ على السيادة الوطنية، واستعادة ثقة المجتمع الدولي، وضمان أن يبقى الجيش قوة للشعب لا أداة في يد القوى الخارجية.