27 أكتوبر 2025 19:31 5 جمادى أول 1447
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الاقتصاد

البروبتك والابتكار المالي يقودان التحول السعودي نحو اقتصاد المستقبل – تحليل سامر شقير

سامر شقير
سامر شقير

مقدمة: تحول استراتيجي في الاقتصاد السعودي

في تحليله لتصريحات وزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل خلال القمة العالمية للبروبتك، أكد الخبير الاستثماري سامر شقير أن هذه التصريحات تعكس تحولًا عميقًا في فكر المملكة الاقتصادي.
وأوضح أن السعودية لم تعد تكتفي بدور “جاذب الاستثمار”، بل أصبحت فاعلًا مؤثرًا في تشكيل المشهد المالي والتقني العالمي، وهو ما يترجم جوهر رؤية السعودية 2030 التي انتقلت من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ السريع.

من جذب الاستثمار إلى تمكينه

قال شقير إن رفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر من 30 إلى 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030 ليس مجرد هدف رقمي، بل مؤشر على تحول نوعي في الاقتصاد السعودي.
وأضاف أن المملكة انتقلت من “جذب” الاستثمارات إلى “تمكينها” من خلال بناء منظومة اقتصادية متكاملة تشمل:

  • تحديثات واسعة في التشريعات التجارية والملكية الأجنبية.

  • بنية تحتية رقمية متطورة من بين الأفضل عالميًا.

  • بيئة استثمارية منفتحة تربط بين الشرق والغرب.

وأشار إلى أن برنامج المقرات الإقليمية خير مثال على هذا التوجه الجديد، حيث لم تعد المملكة تسعى لاستضافة الشركات كـ"ضيوف"، بل كشركاء حقيقيين في منظومتها الاقتصادية المستقبلية.

التقنية العقارية: من البناء إلى الاقتصاد المعرفي

أكد شقير أن استضافة الرياض للقمة العالمية للبروبتك لم تكن صدفة، بل إشارة رمزية لدور جديد للقطاع العقاري السعودي باعتباره محركًا أساسيًا للاقتصاد المعرفي.
وأوضح أن المشاريع الكبرى مثل نيوم والقدية وروشن والدرعية تمثل مختبرات حية لتطبيق تقنيات المستقبل، وليست مجرد مشاريع بناء.

وأشار إلى أن التقنية العقارية (PropTech) أصبحت “نظام التشغيل” للمدن الذكية الجديدة، من خلال:

  • الذكاء الاصطناعي لتخطيط المدن.

  • إنترنت الأشياء لإدارة الموارد.

  • البيانات الضخمة لتحسين جودة الحياة.

  • تقنية البلوكشين لحفظ السجلات العقارية.

وقال إن هذا التحول ينقل القطاع العقاري من كونه كثيف رأس المال إلى كثيف المعرفة والتقنية، مما يرسخ أسس اقتصاد سعودي مستدام لما بعد النفط.

الرياض والابتكار المالي: رؤية تتقدم نحو المستقبل

وصف شقير تصريحات الوزير حول حجم سوق العملات الرقمية بأنها إشارة جريئة وواعية إلى إدراك المملكة لأهمية التحول المالي العالمي.
وأوضح أن السعودية لا تراقب هذا التحول من بعيد، بل تدرس بجدية كيف تصبح لاعبًا رئيسيًا فيه.

وأشار إلى أن المملكة تبنت مفهوم “الابتكار المالي المنضبط” من خلال مبادرات مثل:

  • البيئة التجريبية التشريعية (Sandbox) تحت إشراف البنك المركزي وهيئة السوق المالية.

  • دعم شركات التقنية المالية (FinTech) لتطوير حلول مبتكرة تحت رقابة منظمة.

وأكد أن هذا التوازن بين الابتكار والاستقرار المالي يجعل من الرياض مركزًا إقليميًا محتملًا للتمويل التقليدي والرقمي في الشرق الأوسط.

رؤية 2030: منظومة مترابطة لبناء المستقبل

اختتم سامر شقير حديثه بالتأكيد على أن قوة رؤية السعودية 2030 تكمن في تكامل مبادراتها وليس في تعددها.
وقال:

"التشريعات الجديدة تهيئ بيئة الاستثمار، والمشروعات الكبرى توفر فرصًا نوعية، والنظام المالي المتطور يواكب هذا التحول."

وأضاف أن ما أعلنه الوزير الحقيل من أرقام وإنجازات يعكس نجاح التحول الهيكلي للاقتصاد السعودي، مؤكدًا أن المملكة اليوم لا تكتفي بجذب الاستثمارات، بل تشارك في صياغة قواعد الاقتصاد العالمي الجديد، فيما تمضي الرياض بثقة لتصبح عاصمة الابتكار المالي والتقني في المنطقة.

رؤية السعودية 2030 سامر شقير الاقتصاد السعودي الاستثمار الأجنبي الابتكار المالي البروبتك

مواقيت الصلاة

الإثنين 07:31 مـ
5 جمادى أول 1447 هـ 27 أكتوبر 2025 م
مصر
الفجر 04:38
الشروق 06:05
الظهر 11:39
العصر 14:48
المغرب 17:13
العشاء 18:31
البنك الزراعى المصرى
banquemisr