قائد القوات الجوية في عيدها الـ 93: معركة المنصورة علامة نصر مضيئة في تاريخ الوطن


أكد اللواء طيار أ.ح عمرو عبد الرحمن صقر، قائد القوات الجوية، أن احتفال القوات الجوية بمرور 93 عامًا على إنشائها يتزامن مع أيام أكتوبر المجيدة التي تحمل نسائم العزة والكرامة، وتعيد إلى الأذهان دروس النصر والمجد وبطولات أبناء مصر الخالدة في ذاكرة الوطن.
وقال قائد القوات الجوية، خلال كلمته في الاحتفال، إنه يشعر بالفخر وهو يلتقي برجال القوات الجوية في هذه المناسبة العزيزة التي تذكرنا بانتصارات أكتوبر 1973 المجيدة، التي ستظل دائمًا فخرًا وشرفًا لكل مصري، فهي بكل المقاييس تمثل إنجازًا وإعجازًا سيبقى مصدر إلهام للأجيال ومبعث اعتزاز لكل أبناء مصر.
وأشار إلى أن يوم الرابع عشر من أكتوبر سيظل يومًا خالدًا في وجدان رجال القوات الجوية، لما شهده من بطولة أسطورية خاضها نسور السماء في معركة المنصورة الجوية، التي مثلت أطول معركة جوية في التاريخ الحديث، حيث تمكن رجال القوات الجوية من قهر الصعاب وتحدي المستحيل، وحققوا نصرًا مباغتًا أفقد العدو توازنه رغم تفوقه العددي والنوعي، لتصبح هذه المعركة درسًا خالدًا في فنون القتال الجوي، ودليلًا على الكفاءة القتالية والمهارات الاستثنائية لنسور الجو المصريين.
وأضاف اللواء طيار عمرو عبد الرحمن صقر أن احتفال هذا العام يأتي في الذكرى الثالثة والتسعين لإنشاء القوات الجوية عام 1932، وهي مناسبة نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستحقوا نصره وتأييده، لتبقى أعمالهم نبراسًا يضيء طريق العزة والكرامة لمن يحمل الراية من بعدهم، لتظل راية الوطن خفاقة بالنصر والعطاء.
وأوضح قائد القوات الجوية أن المنطقة تشهد العديد من التحديات والتهديدات على مختلف الاتجاهات، فضلًا عن أوضاع سياسية غير مستقرة وصراعات إقليمية ودولية تهدد الأمن والسلام، وهو ما استدعى رؤية ثاقبة وتقديرًا متوازنًا من القيادة السياسية والعسكرية بضرورة تطوير وتحديث إمكانيات القوات المسلحة، ومن بينها القوات الجوية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية غير مسبوقة بانضمام وتحديث العديد من طرازات الطائرات متعددة المهام والهليكوبتر والطائرات الموجهة، ما عزز قدرتها القتالية وكفاءتها في تنفيذ مختلف المهام بدقة وسرعة عالية.
كما أشار إلى أن أعمال التطوير شملت أيضًا رفع كفاءة القواعد الجوية والمطارات العسكرية لتواكب أعلى المعايير العالمية، وإنشاء منشآت جديدة قادرة على استقبال وتشغيل أحدث الطائرات متعددة المهام التي ستنضم قريبًا إلى الخدمة.
ولفت القائد إلى أن التطوير لا يتوقف عند المعدات فقط، بل يمتد إلى الارتقاء بأساليب التدريب والتأهيل في مختلف التخصصات، بما يواكب أحدث تكنولوجيا الطيران وأنظمة التسليح الحديثة، من خلال توفير محاكيات ومساعدات تدريب متطورة، إلى جانب المشاركة المستمرة في التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة لتبادل الخبرات وتعظيم الاستفادة المتبادلة.
وأشار إلى أن آخر هذه التدريبات كان تدريب “النجم الساطع 2025”، الذي شهد مشاركة واسعة من العديد من الدول، واستخدام تكتيكات متنوعة مثلت تطورًا نوعيًا في التعاون العسكري، ما يعكس مكانة مصر وريادتها الإقليمية.
وأضاف قائد القوات الجوية أن تنفيذ المهام لا يتوقف عند حدود القتال والدفاع، بل يمتد إلى دعم الأشقاء في الأزمات والكوارث، تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تقوم القوات الجوية على مدار الساعة بتنفيذ مهام الإغاثة والإجلاء وإطفاء الحرائق في الدول المجاورة، إلى جانب إسقاط المساعدات الغذائية والطبية للأشقاء في قطاع غزة ونقل المصابين لتلقي العلاج، تجسيدًا للدور الإنساني لمصر وجيشها.
وأكد اللواء صقر أن القوات الجوية تسعى أيضًا إلى تعزيز مكانة مصر ضمن الدول الرائدة في مجال الطيران والفضاء، مشيرًا إلى نجاح “معرض مصر الدولي للطيران والفضاء 2024” بمدينة العلمين، الذي نظمته القوات الجوية بالتعاون مع وزارة الطيران المدني ووكالة الفضاء المصرية، تحت رعاية وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة وفود من 100 دولة وأكثر من 300 شركة وجهة عالمية، ليصبح المعرض محط أنظار واهتمام عالمي واسع.
وأضاف أن النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من المعرض شكّل حافزًا قويًا للإعداد للنسخة الثانية المقرر تنظيمها في سبتمبر 2026، والتي ستكون أكثر تطورًا من حيث عدد الدول المشاركة والعروض الجوية والمساحة المخصصة للشركات والطائرات، بما يتناسب مع مكانة مصر وطموحاتها المستقبلية.
وفي ختام كلمته، وجّه قائد القوات الجوية تحية تقدير وعرفان إلى القادة والضباط السابقين وشهداء الوطن الأبرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقدموا أرواحهم فداءً لمصر، مؤكدًا أن رجال القوات الجوية سيظلون على عهدهم أوفياء لوطنهم، مستعدين دائمًا لتنفيذ كل المهام المكلفين بها، بعقيدة راسخة تستمد قوتها من الإيمان بالله والوطن، حاملين شعارهم الدائم:
“إلى العلا في سبيل المجد.”
ودعا في ختام كلمته الله أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء، لتبقى رايتها مرفوعة بالعزة والكرامة، مؤكدًا أن رجال القوات الجوية سيظلون خير أجناد الأرض، يحمون سماء الوطن في كل زمان ومكان.