والد السباح يوسف يكشف تفاصيل صادمة عن مأساة الغرق: ”مهزلة.. ابني مات بسبب الإهمال”
روى والد السباح الراحل يوسف محمد، الذي لقي مصرعه غرقًا خلال مشاركته في بطولة الجمهورية داخل منشأة رياضية يفترض أن تكون مؤمَّنة، تفاصيل مروّعة عمّا وصفه بـ"الإهمال الصارخ" و"المهزلة" التي هزّت الوسط الرياضي والرأي العام.
"يوسف كان بطلًا".. مسيرة قصيرة لكنها لامعة
قال الأب، خلال لقائه في برنامج "كل الكلام" مع الإعلامي عمرو حافظ على قناة الشمس، إن يوسف كان يحلم بالبطولة منذ كان في الرابعة من عمره، مضيفًا:
"من أول ما كان عنده أربع سنين نفسه يبقى بطل.. محبوب ومتفوّق وكل الناس تشهد له بالأخلاق."
وأضاف أنه بدأ ممارسة السباحة في منطقة القناة قبل أن ينتقل للقاهرة وينضم لنادي الزهور بحثًا عن الاحتكاك الأقوى وفرص التطور.
متخصص في "الفراشة".. وبلا منافس
وأوضح أن يوسف كان من أبرز سباحي الفراشة في سنه، وهي أصعب أنواع السباحة، مؤكدًا تفوقه الواضح في مسافات 50م و100م و200م فراشة، فضلًا عن سباقات الظهر.
وخلال مشاركته في بطولة الجمهورية لسن 12 سنة، حقق ذهبية 100م ظهر في اليوم الأول وفضية 50م ظهر في اليوم الأخير رغم الإرهاق من كثرة السباقات.
الكارثة داخل حمام السباحة: لم يُكتشف إلا بعد بدء سباق جديد
وقعت الفاجعة داخل حمام السباحة بنادي القاهرة الدولي. يقول الأب إنه لم يتعرف على ابنه إلا من رقم الحارة 7 والسباق 48.
الكشف عن غرق يوسف لم يحدث إلا بعدما رأى سباح من نادي النصر جسد يوسف مُلقى تحت المياه بعد انتهاء سباق وبدء آخر، ليبلغ الحكم الذي بدوره أحدث حالة من الارتباك والفوضى.
10 دقائق تحت الماء.. وإنقاذ بلا تجهيزات
بحسب والد يوسف، ظل ابنه 7 إلى 10 دقائق تحت الماء قبل إخراجه فاقدًا للوعي، وسط صدمة تامة.
وقال بغضب:
"فريق الإنقاذ ماعندوش أي تجهيزات.. لا إنعاش، ولا تنفس صناعي، ولا صدمات كهربائية.. مفيش أي حاجة."
الأخطر، بحسب الأب، أن المدربين الذين يعرفون طرق الإنقاذ مُنعوا من التدخل، وكذلك والدة يوسف — وهي طبيبة — لم يُسمح لها بالمساعدة.
15 دقيقة انتظار للإسعاف.. وسيارة غير مجهزة
اتُّهم المسؤولون بالتأخر في استدعاء الإسعاف لأكثر من ربع ساعة، وعندما وصلت، أكد الأب أنها لم تكن مجهزة لإنقاذ طفل في حالة غرق.
ويقول إن الفترة بين إخراج يوسف من الماء ودخوله المستشفى تخطت نصف ساعة — وهي مدة كفيلة بتحديد حياة أي غريق.
أمل كاذب داخل المستشفى.. ثم إعلان الوفاة
يروي الأب أن الأطباء حاولوا طمأنته بأن نبض ابنه استجاب وسيُنقل للعناية المركزة، لكنه اكتشف أن "الاستجابة" كانت من الأجهزة، لا من جسده.
وأضاف:
"بعد نص ساعة قالت لنا الدكتورة: حطينا يوسف على الأجهزة ساعتين، وبعد كده هنعلن الوفاة."
الصدمة الأكبر: قرار التشريح
قال الأب إن قرار تحويل الجثمان للطب الشرعي كان أصعب من سماع خبر الوفاة نفسه، معتبرًا أنه محاولة للبحث عن منشطات أو عيوب خلقية لتبرئة المقصرين.
ومع ذلك، وافق الأب على التشريح قائلاً:
"لو عايز أجيب حق ابني.. لازم أوافق."
نداء أخير: "خلوا يوسف سبب ينقذ أطفال غيره"
اختتم الأب حديثه برسالة مؤثرة:
"ربنا يجعل يوسف سبب إنه ينقذ أطفال ثانية.. مش هيحصل إلا لما يكون فيه معايير صارمة وناس تخاف على العيال."
وأكد أنه أدلى بأقواله في النيابة وينتظر تنفيذ العدالة ومحاسبة كل من تسبب في هذه المأساة.




















