16 نوفمبر 2025 20:02 25 جمادى أول 1447
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
دين وفتاوى

«اللهم أحيني مسكينا».. أيهما أفضل عند النبي ﷺ الفقراء أم الأغنياء؟

رجل وزوجته (تعبيرية)
رجل وزوجته (تعبيرية)

كان النبي ﷺ جابرًا للخواطر، رحيمًا بجميع الناس، بين مسلم وغير مسلم، وكيف لا وقد مدحه الله في القرآن العظيم فقال جل شأنه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين)، وقال أيضًا: (وإنك لعلى خلق عظيم).

ومن شمائل النبي ﷺ أنه كان يحب الفقراء والمساكين، وكان مما يدعو به: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِين»، وقد يتساءل البعض لماذا كان دعاء الرسول هذا، وهل ينقص ذلك من قدر الأغنياء، وهو ما أجاب عليه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عند ما كان مفتيًا للجمهورية في السطور التالية.

اقرأ أيضًا: تلاوات خاشعة.. أفضل 20 قارئًا للقرآن الكريم (روابط مباشرة)

قال الإمام الاكبر، إجابة على ما تقدمَّ: «إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو الرؤوف الرحيم قصد بهذا الدعاء مؤانسة وتطييب خاطر الفقراء والمساكين الذين يسعون في الأرض لتحصيل الرزق، ويكون حظهم من الرزق وفق إرادة الله ومشيئته الكفاف، فأراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يبين لهم أنه يحبهم، وأنه يدعو الله أن يكون معهم في الدنيا والآخرة؛ حتى تطمئن نفوسهم ويصبروا على ابتلاء الله لهم فيكونوا من أهل الجنة».

الفقراء أول وأكثر من يدخلون الجنة

وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ» رواه الترمذي، ولأن الفقراء والمساكين ليس عندهم من المال ما يحاسبون عليه فإنه إذا صلح عملهم يكونون أسبق الناس إلى دخول الجنة، وهذا ثابتٌ في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اطَّلَعْتُ فِي الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ» رواه البخاري ومسلم.

اقرأ أيضًا: بر الوالدين.. أحب الأعمال إلى الله ووصية الرسول ﷺ

وأشار الطيب، إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيَّن عِلَّةَ حُبِّهِ للمساكين واقترانه بهم بأنهم يسبقون الأغنياء إلى دخول الجنة؛ فقد روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِينِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، فقالت عائشة رضي الله عنها: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، يَا عَائِشَةُ، لَا تَرُدِّي المِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَةُ، أَحِبِّي المَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ القِيَامَة» رواه الترمذي.

فضل الأغنياء مع الفقراء

وشدد فضيلته، في فتواه على أن حُبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للفقراء والمساكين لا ينقص من قدر الأغنياء، ولا يؤثر في حبه صلى الله عليه وآله وسلم لهم؛ فالإسلام انتصر وانتشرت دعوته بفضل الفقراء والأغنياء معًا؛ فأبو بكر الصديق رضي الله عنه تصدق بكل ماله نصرةً لدين الله، وعثمان بن عفان رضي الله عنه تبرع بثلث ماله وجهز جيش العسرة نصرةً لدين الله، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ» متفق عليه.

اقرأ أيضًا: قصر عمر بن الخطاب في الجنة.. بشره به النبي ﷺ

ولفت الإمام الأكبر، إلى أن الإسلام دِينٌ يدعو إلى الغنى والتكسب من العمل الحلال، ويبيح للإنسان أن يمتلك المال الواسع، ولكن بشرط أن يمتلكه من حلال، وأن ينفقه فيما يعود بالنفع على نفسه ومجتمعه، فيؤدي حق الفقراء والمجتمع فيه؛ لقوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ التوبة: 105، ولا يُطْلَبُ من الإنسان أن يتواكل أو يتقاعد عن العمل حبًّا في المسكنة والزهد في الدنيا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ» رواه مسلم، وقال: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى» متفق عليه، وأباح الله لنا التمتع بطيبات الحياة؛ فقال جل شأنه: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77]، وقال جل شأنه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ الأعراف: 32.

اقرأ أيضًا: «نسألك بنور وجهك الكريم».. دعاء لإزالة الهم ومغفرة الذنوب «فيديو»

اللهم أحيني مسكينا الفقراء أول من يدخلون الجنة الطيب شرح حديث اللهم أحيني مسكينا جبر النبي خاطر الفقراء أخلاق النبي شمائل النبي

مواقيت الصلاة

الأحد 08:02 مـ
25 جمادى أول 1447 هـ 16 نوفمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:51
الشروق 06:21
الظهر 11:40
العصر 14:38
المغرب 16:59
العشاء 18:19
البنك الزراعى المصرى
banquemisr