احذر أن تكون منهما.. صنفان لا يغفر الله لهما في ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان، تشهد الأمة الإسلامية خلال هذه اللحظات المباركات نفحات خير، وبركة؛ بليلة النصف من شعبان، ليلة الفضل والعطاء، والرحمة، والمغفرة من الله؛ وبدأت قبل قليل ليلة النصف من شعبان والتي توافق اليوم الخميس من صلاة المغرب وحتى بزوغ فجر الجمعة.

مغفرة الله في ليلة النصف من شعبان، وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، والذي رواه ابن حبان في صحيحه يقول النبي ﷺ: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن».

اقرأ أيضًا: كنز عظيم بشَّر به النبي ﷺ في ليلة النصف من شعبان «فيديو»

والمشرك كما عرّفه الفقهاء، هو كل من أشرك مع الله ﷻ شيئًا في ذاته العليَّة، أو في صفاته، أو في عبادته جلَّ ذكره، ومن الشرك الخفي الذي قد يبتلى به المسلم، ما أخبر عنه النبي حين قال «يسير الرياء شرك» وهو أن يفعل المسلم العبادة حتى يقول الناس عنه إنه صالح ومؤمن.

وفي تعريف المشاحن قال ابن الأثير: هو المعادي، والشحناء العداوة، والتشاحن تفاعل منه، وقال الأوزاعي: أراد بالمشاحن هاهنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة، وجاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود: «الشحن أي عداوة تملأ القلب»، كما يمكن تعريف المشاحن بأنه الشخص الذي لديه عداء مع آخر وهذا العداء يملأ قلبه.

صنفان لا يغفر الله لهما في ليلة النصف من شعبان، وأوضح علاء الدين، أن البعض يظن أن الشرك هو فقط عبادة الأصنام والطواف حول الأضرحة، ولكن من الشرك الخفي ما أخبر عنه النبي حين قال «يسير الرياء شرك» وهو أن يفعل المسلم العبادة حتى يقول الناس عنه إنه صالح ومؤمن، فعلينا أن نتخلص من الشرك، والشحناء، ونحاول أن نصفي قلوبنا.

اقرأ أيضًا: ادع به الآن.. دعاء ليلة النصف من شعبان لتنال مغفرة الله

المشاحن لا يغفر الله له

وشرح الداعية الإسلامي، الصفة الثانية لمن لا يغفر الله لهم في ليلة النصف من شعبان، وهو الشخص المشاحن، أي الذي لديه عداء مع آخر وهذا العداء يملأ قلبه، قائلًا: هناك أشخاص من الصعب عليه أن يسامح أو يعفو خاصة إذا كان تعرض لظلم كبير، أو أذى ضخم، أو سبب له الموضوع وجع أو جرح، ولكن لابد أن تعلم أن الجنة ليست مجانًا وإنما لها ثمن قال النبي ﷺ: «ألا إن سلعةَ اللهِ غاليةٌ ألا إن سلعةَ اللهِ الجنةُ».

وأكمل علاء الدين: «وهناك سر يجب أن تعلمه، وهو أن تتحامل على نفسك لأجل مرضاة الله والفوز بالجنة، فمثلا في الليل وخلال البرد الشديد تتحامل على نفسك وتقوم لتتوضأ وتصلي وفي الصيام رغم معاناتك من الجوع الشديد ولكنك تتعب نفسك لترضي الله وطمعًا في الجنة، والعفو أمر صعب لأنك ستتحامل على نفسك لأجل شخص ضرك، وألحق بك الأذى؛ لكن الله يقدر هذا الأمر ويعوضك أفضل من أن تحافظ على صورتك وكرامتك، ولتتخيل معي أن ملك من الملوك قال لك صالح أخاك وأجرك عندي أو لأجلي اعف عن أخاك أو سامحي أختك أو صديقتك، وسأمنحك 100 مليون دولار؛ عندها ستسامح وتعفو لأجل الجائزة الكبرى، ولله المثل الأعلى فيقول سبحانه في القرآن العظيم: ﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾، فلتسامح وتعفو لأجل إرضاء الله وأن يدخلك الجنة، ومغفرة الله والجنة ليست ببلاش وإلا لكان الجميع دخلها».

اقرأ أيضًا: بر الوالدين.. أحب الأعمال إلى الله ووصية الرسول ﷺ

وأردف: «عليك أن تسامح أخاك؛ وسيعوضك الله بالجنة، وقد كانت صفة العفو من صفات عباد الله المتقين، قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۞ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ۞﴾، ولأجل أن تتسم بصفة عباد الله المتقين تعالى على نفسك وسامح أخاك حتى يسامحك الله ويعفو عنك ويجزل لك العطاء الوفير في الجنة واحفظ قوله تعالى: ﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾.