زكاة الفطر.. آخر وقت لإخراجها وقيمتها وهل تكون طعامًا أم مالًا؟
زكاة الفطر، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: «ما هي زكاة الفطر ومتى آخر موعد لإخراجها وهل هي فرض على كل مسلم أم سنة؟
وتُعرَّف زكاة الفطر بأنها: زكاة للأبدان؛ وهي صدقة معلومة بمقدار معلوم، من شخص مخصوص، بشروط مخصوصة، عن طائفة مخصوصة، لطائفة مخصوصة، تجب بالفطر من رمضان، طُهرة للصائم: من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين، وتجب بغروب الشمس من ليلة العيد، وقت الفطر وانقضاء صوم شهر رمضان، إلى قبيل أداء صلاة عيد الفطر.
حكم زكاة الفطر
وزكاة الفطر هي فريضة على كل مسلم صغيرًا كان أو كبيرًا، ذكرًا، أو أنثى من يملك قوت يومه وعياله، ودليلها ما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على الذكر والأنثى، والصغير، والكبير، والحر، والعبد من المسلمين، وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة -متفق على صحته-.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن زكاة الفطر شُرعت لتطهير الصائم من الإثم والمعصية، وجبرًا لما وقع في أثناء صومه من نقص وتقصير، كما شرعت لإغناء الفقراء عن الحاجة والسؤال في يوم العيد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ...» أخرجه أبو داود وغيره.
اقرأ ايضًا: اعرف أفضل وقت لصلاة التهجد لتفوز برحمات الله
وحول مقدار زكاة الفطر، قال مركز الأزهر للفتوى: إن مقدر زكاة الفطر صاع من غالب ما يتخذه النَّاس قوتًا بالبلد، كالقمح والأرز واللوبيا والعدس والفول والزبيب، وغير ذلك مما يُقتات. والصَّاع من القمح ما يساوي بالوزن: 2,04 (اثنان كيلو وأربعون جرامًا) تقريبًا. ومتوسط الصَّاع من بقية السِّلع التي يجوز إخراج الزكاة عليها كالأرز والفول والزبيب ... إلخ يساوي: 2,5 (اثنان كيلو وخمسمائة جرام) تقريبًا.
كيفية إخراج زكاة الفطر
يستحب حين إخراج زكاة الفطر أن تُراعَى مصلحةُ الفقير على حسب حال المُزكِّي يسارًا وإعسارًا، وباعتبار ما يَطعمه وعيالُه، فمن كان مُعسِرًا فليُخرج الزَّكاة على القمح، أي ما قيمته 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن الفرد، ومن كان مُتوسِّط الحال فليُخرج الزكاة على الأرز، أي ما قيمته 30 جنيهًا عن الفرد، ومن كان مُوسرًا فليخرج الزكاة على الزبيب -مثلاً-، أي ما قيمته 175 جنيهًا عن الفرد.
لمن تكون زكاة الفطر؟
تُعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين وكافة المصارف المالية التي ذكرها الله عز وجل في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. [التوبة:60]، كما يجوز أن تُعطَى لفقير واحد، أو أن تُوزَّع بين عدة أشخاص.
اقرأ أيضًا: دعاء لراحة البال والفوز بالدنيا والآخرة «فيديو»
والأصح إخراج زكاة الفطر طعامًا وليس نقودًا، كما يجوز إخراجها من اللحوم والدجاج كل حسب سعة عيشه، وتكون قيمتها نحو 3 كليو جرامات من الطعام، ويمكنك إخراج زكاة الفطر من العديد من أصناف البقوليات وغيرها من الطعام مثل: الفاصولياء واللوبيا ولسان العصفور والسمن والشعرية، والدقيق والعدس والأرز والمكرونة، كل رب أسرة يخرج الزكاة عن كل أفراد أسرته التي في رعايته أولاده وزوجته ويجوز أن يخرج زكاة الفطر عن والديه، أو أقاربه.
للفقراء والمساكين.. هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الابن المسافر؟
وأفتى الإمام أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام مالك بعدم جواز إخراج زكاة الفطر مالًا أبدًا، والإمام أبو حنيفة الوحيد الذي خالفهم، ورأي الجمهور هو الأصح بأنها تخرج طعامًا، ومع هذا فإن رأي الإمام أبو حنيفه قال بجواز إخراجها نقودًا؛ وهذا الحكم يحمل على الظرف الاستثنائي عند ضيق الوقت مثلًا؛ خاصة وأن إخراجها نقودًا لن يغني الفقير لأن قيمتها بسيطة جدًا تساوى نحو 15 جنيهًا عن كل فرد من الأسرة بمتوسط 75 جنيهًا لخمسة أفراد، أما إخراجها من الطعام فإنه يسد حاجته لوقت ما.





















