من هم أصحاب «الأعراف»؟ خصًّهم الله بسورة في القرآن
يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما معنى الأعراف، ولماذا سميت السورة في القرآن الكريم بهذا الاسم؟
وتُعرَّف كلمة الأعراف جمع عَرف، بأنها مكان بين الجنة والنار، وهو سور عالٍ يطلِّع منه أصحابه على أهل الجنة، وعلى أهل النَّار.
وأصاحب الأعراف هم أناس استوت حسناتهم وسيئاتهم، ويُدخلهم الله عز وجل الجنة برحمته بعد أن يقفوا على سور بين الجنة والنار يسمى الأعراف -بحسب أرجح أقوال أهل العلم-.
تأصيل الفتوى
ودلَّ على الشرح السابق قول الله تعالى في سورة الأعراف: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)، ودلَّ أيضًا قوله تعالى: (َإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: في تفسير قوله تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ) أي: بين أهل الجنة والنار حجاب، قيل: هو السور الذي يُضرب بينهم، له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبَله العذاب؛ باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة، وظاهره الذي يلي الكفار من جهتهم العذاب.
اقرأ أيضًا: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده» ما المقصود من الحديث؟
وقال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصَّرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك على الأعراف حتى يقضي الله فيهم ما يشاء؛ ثم يدخلهم الجنة بفضله ورحمته.
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : «ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرَفوا أهل الجنة، وأهل النار ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ) وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار ( َالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) فأما أصحاب الحسنات فإنهم يُعطون نورًا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويُعطى كل عبد يومئذ نورًا فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق، ومنافقة، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون (قَالُوا رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا)، وأما أصحاب الأعراف: فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله: (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) فكان الطمع للنور الذي في أيديهم، ثم أدخلوا الجنة، وكانوا آخر أهل الجنة دخولاً -من غير الذين يدخلون الجنة بعد أن يعذبوا في النار فترة-.
وقيل: هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم، فقتلوا، فأعتقوا من النار لقتلهم في سبيل الله، وحبسوا عن الجنة لمعصية آبائهم، وهذا من جنس القول الأول، وقيل: هم قوم رضي عنهم أحدُ الأبوين دون الآخر يحبسون على الأعراف حتى يقضي الله بين الناس ثم يدخلهم الجنة، وهي من جنس ما قبله فلا تناقض بينهما، وقيل: هم أصحاب الفترة وأطفال المشركين، وقيل: هم أولو الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل النار وأهل الجنة جميعًا، وقيل: هم الملائكة لا من بني آدم، والراجح هو القول الأول ممن استوت حسناتهم وسيئاتهم.
من قال لا أدري
وفي الإطار قدمت «الإنفلوانسر» سميرة سعيد -مقدمة المحتوى على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»- مقطع فيديو تسأل فيه المواطنين حول تعريف كلمة الأعراف
واستضافت سميرة، أحد المواطنين من محافظة الإسكندرية، وسألته حول تعريف الكلمة، فكانت إجابته فتوى تُعلَم كل أحد كيف يكون الرد على سؤال لا يعرفه، فقال: لا للأسف مش عارف، فردت سميرة: فكر شوية كده يمكن تعرف؟ فقال: لا للأسف مش هقدر أقول لحضرتك إجابة ده قرآن». وصدق من قال: «من قال لا أدري فقد أفتى».
