الحديث النبوي.. «تهادوا تحابوا» الحكمة والشرح لمجتمع السلام
الحديث النبوي، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، وكذا الأخلاق التي يحث عليها الإسلام، والتي تشغل فكره؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما المراد بقول النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهادَوْا تَحابُّوا»؟ وما حكمة الحديث النبوي؟
وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التهادي بين جميع الناس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا؛ فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ» أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي في "المسند"، والترمذي في "السنن".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تهادوا تحابوا» أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو يعلى في "المسند"، والطبراني في "الأوسط" والبيهقي في "السنن".

وحول الحكمة من الحديث؛ قال العلامة الأمير الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير": [وذلك لأنه يحصل بها ما يريده الله تعالى من ألفة القلوب وميل بعضها إلى بعض، وذلك لأن الهدية خلق كريم، وسنة حثت عليها الرسل، واستحسنتها العقول، تتألف بها القلوب، وتذهب شحائن الصدور].
ومعنى التهادي والمُهاداة: هو تبادل الهدايا، والهدية في ذاتها من أعظم مظاهر البر؛ فإنها من أكثر ما يورث التآلف والصفاء، ويقطع العداوة والبغضاء، ويقع الموقع الحسن في نفوس الناس؛ حتى ذُكِر في اشتقاق لفظ "الهدية" أنها إنما سُمِّيَت بذلك لما تورثه من الهداية إلى الخير والتآلف بين الناس.
وقال الإمام الماوردي في "الحاوي الكبير": قيل: إن الهدية مشتقة من الهداية؛ لأنه اهتُدِيَ بها إلى الخير والتآلف.





















