ماذا يفعل الحجيج في ثالث أيام التشريق؟


أوضح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ما يفعله حجاج بيت الله في ثالث أيام التشريق.
وكتب: يكون الحجيج قد أتموا نسكهم ولم يبق لهم في الغالب سوى طواف الوداع لمن لم يقم به مغادرا إلى بلده أو إلى مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعند الانتهاء من أداء مناسك الحج تبدأ رحلة عبادة جديدة تتعلق بعمارة الكون وصناعة الحياة والمداومة على الطاعة والعبادة بمفهومهما الأعم.
وأضاف: فالعبادات في الإسلام مقصودة لذاتها ولحكم أخرى، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكـر، يقول سبحانه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}(العنكبوت:45) ، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }(الجمعة : 9 ، 10) ، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
وتابع: والعبادات إعداد وتأهيل لحمل الرسالة وعمارة الكون والحياة ، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا}(المزمل:1 – 7) ، فإذا كان الإنسان في ليله في خلوة مع الخالق (عز وجل) فأمامه في النهار متسع طويل لعمارة الكون وصناعة الحضارة ، فالإسلام هو فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ودورنا هو عمارة الدنيا بالدين لا تخريبها ولا تدميرها باسم الدين.