أعضاء قافلة الأزهر والأوقاف: النبي كان أشد الناس حبًا لربه


أعلنت وزارة الأوقاف عن انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي (الشرقية – قنا)، اليوم الجمعة 8/ 9/ 2023م.
وذكر بيان للوزارة أن القافلة وتضم (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه".
أكد علماء الأزهر والأوقاف أن المتأمل في حال خاتم أنبياء الله ورسله سيدِنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مع ربه سبحانه يدرك أنه (عليه الصلاة والسلام) كان أشدَّ الناس حبًّا لربه سبحانه، وأكثرهم خشيةً له، وأعظمهم رجاءً فيه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (أَمَا- واللهِ- إِنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (إنّي لأعْلَمُكُمْ بِاللهِ، وَأَشَدُّكُمْ لَهُ خَشْيَةً)، وكان (عليه الصلاة والسلام) يَأْنَس بمناجاة ربه سبحانه، ويهنأ بقربه (عز وجل)، حتى أنه (صلى الله عليه وسلم) قبل بعثته كان يتعبَّد في غار حِراء الليالي ذوات العدد، ولَمَّا اصطفاه ربُّه سبحانه وأرسله رحمة للعالمين كانت قرة عينه وراحة نفسه في عبادة ربه (جل وعلا).
وتابع العلماء: يقول نبينا (عليه الصلاة والسلام): (جُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) لبلال (رضي الله عنه): (أَرِحْنَا بِهَا-أي: بالصلاة- يا بِلال)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يواظب على قيام الليل، حبًّا لربه، وأُنسًا بمناجاته، وشكرًا على نعمائه، وامتثالًا لأمره سبحانه، حيث يقول: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}، ولما كان (عليه الصلاة والسلام) يقوم الليل حتى تورَّمت قدماه الشريفتان، وقيل له: يا رسول الله، قد غُفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال (صلى الله عليه وسلم): (أفلا أكون عبدًا شكورًا؟)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يكثر من صيام النوافل، ويحث عليه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، ومن ذلك أنه (صلوات ربي وسلامه عليه) صام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيس، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)، ويقول سيدنا أبو هريرة (رضي الله عنه): (أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر).
كما أوضحوا أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان دائم الذكر والاستغفار لربه سبحانه، امتثالًا لأمره (عز وجل) حيث يقول: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًاْ}، ويقول سبحانه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}، ويقول (جل وعلا): {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}، فكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ، ويقول سيدنا عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما): (إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ يَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وكان نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه) يقول: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً).
كما أكدوا أن من أحوال نبينا (صلى الله عليه وسلم) مع ربه (عز وجل) حال الرضا بقضائه سبحانه، فحينما رأى (صلى الله عليه وسلم) ولدَه إبْرَاهِيمَ يجود بنفسه، جَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ الدموع رحمةً بولده، ثم قال (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ): (إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ).
هذا