اقتربت حملات اقتحام رفح.. ما هي آخر التطورات في إسرائيل وما رأي الدول؟

منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، يعيش سكان فلسطين في صدمة حقيقة من دمار وقتل واستهداف متواصل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، لأى متى سيظل الاستهداف مستمر؟، وفي الساعات الأخيرة، عبرت دول كثيرة عن قلقها الشديد إزاء احتمالية شن هجوم مفاجأ على سكان رفح الفلسطينية.

في الفترة الأخير، قرر رئيس الوزراء الأمريكي، بنيامين نتنياهو، أن يشن حملاته القادمة للقضاء على حزب الله، وبالفعل بدأ في الاستهداف، ولكن لاحظ أن سكان غزة استوطن جزء كبير منهم في منطقة رفح الفلسطينية، وعلى الفور غير نتنياهو أفكاره للبدأ في شن هجمات على رفح الفلسطينية.

نتنياهو يستعجل على اقتحام رفح

من يوم الجمعة الماضي، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتشديد جيشه لإعداد "خطة لإجلاء" المدنيين من رفح، وخشية الولايات المتحدة والأمم المتحدة من هجوم محتمل لإسرائيل على هذه المدينة التي تشكل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب في قطاع غزة.

وبعد تغيير خطة نتنياهو، قلقت بعض الدول من اقتحام مفاجئ يشن هجمات على المدنيين في رفح الفلسطينية، وسنعرض لكم بعض آراء الدول على تخطيط نتنياهو الشنيع.

رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي

حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه من الخطة الإسرائيلية لمهاجمةِ مدينة رفح في قطاع غزة، لافتا أنها تُعد آخر ملاذ للنازحين بسبب الحرب.

وأضاف بوريل في منشور له على منصة إكس: "من التداعيات الكارثية للهجوم الإسرائيلي المحتمل"، مشيرا إلى أن 1,4 مليون فلسطيني موجودون حاليا في رفح، من دون مكان آمن يتوجهون إليه، ويواجهون ظروفا صعبة.

رأي وزارة الخارجية الإماراتية

من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها، من العمل العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، مشيرة إلى إدانتها الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وأية ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني.

رأى وكالة الإغاثة

كما شددت وكالات الإغاثة من أن الهجوم العسكري في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان قد يؤدي في النهاية إلى مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء.

رأى واشنطن

وأضافت واشنطن، في بيان لها، أنها لن تؤيد أي عملية عسكرية لا توفر الحماية للمدنيين، وأطلعت إسرائيل على مذكرة جديدة للأمن القومي الأمريكي تذكّر الدول التي تتلقى أسلحة أمريكية بالالتزام بالقانون الدولي.

رأى رابطة العالم العربي

‏شددت "رابطة العالم الإسلامي"، في جدة، على خطورة إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مدينة رفح في قطاع غزة، والتداعيات المروعة التي سيتسبب بها استهدافها، في الوقت الذي نزح إليها مئات الآلاف من المدنيين جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع.

رأي البرلمان العربي التابع للجامعة العربية

أعرب البرلمان العربي التابع للجامعة العربية من خطر خطورة "اجتياح كيان الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي تأوي نحو مليون و400 ألف نازح، لجأوا إليها من مختلف مناطق قطاع غزة، التي تتعرض لعدوان وحشي منذ السابع من أكتوبر الماضي".

رأي مجلس التعاون لدول الخليج

عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن "إدانته ورفضه الشديد للنيات المعلنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتحام مدينة رفح في قطاع غزة بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها".

آخر التطورات في إسرائيل بشأن اقتحام رفح

لم يُعلن حتى الآن ملامح لخطة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر ولا مدّتها، ولكن متخصصين في ملف الصراع يتوقعون أن تستمر العملية لمدة عام.

يتوقّع سياسيون فلسطينيون وإسرائيليون وخبير عسكري مصري، في الساعات الماضية، "أن هذه العملية ستكون مؤلمة وطويلة الأمد لتحقيق الهدف الذي حدّدته تل أبيب، وهو القضاء على آخر كتائب حركة حماس، في ظل تقديرات بأن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرات مسلحة كبيرة ومرونة قتالية رغم دخول الحرب شهرها الخامس".

نتنياهو يأمر الجيش بإخلاء رفح

وفي يوم الجمعة، أمر نتنياهو الجيش بإخلاء رفح الفلسطينية؛ جاء ذلك تمهيدا لشنّ عملية عسكرية في المدينة، ولكن لم يحدد الوقت.

ويتكس في مدينة رفح يتكدّس أكثر من مليون شخص من سكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع.

وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه بشأن هدفها: "لا يمكن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس وترك 4 كتائب لحماس في رفح".

المرحلة الثالثة من الحرب

قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي، أنّ هذه العملية "سوف تكون السطر الأخير في المرحلة الثانية من الحرب التي سوف تكرّس إعادة احتلال إسرائيل الكامل للقطاع، إذا ما اعتبرنا أن العمليات الجوية التي سبقت الدخول البري كانت المرحلة الأولى".

وأكمل أنه "بعد تطهير المنطقة الجنوبية، وعلى رأسها رفح، ستبدأ في تقديري المرحلة الثالثة من الحرب، وستكون عمليات كر وفر بين الجيش الإسرائيلي والتنظيمات المسلحة، من الممكن أن تستمر لمدة عام أو أكثر، بالتزامن مع العمل على إعادة إعمار القطاع وعودة النازحين إلى ديارهم".

ورطة جديد على أهل غزة

ربط القيادي في حركة فتح أيمن الرقب بين إصرار نتنياهو على تمديد الحرب ونقلها إلى رفح وبين محاولاته للبقاء في السلطة وتعزيز موقعه في الانتخابات المقبلة.

وأردف الرقب، في بيان له، بأنّ إعلان نتنياهو الاستعداد للعمليات في رفح يتزامَن مع المفاوضات التي يجريها وسطاء، وانضم لهم الوفد الإسرائيلي للتوصل إلى التهدئة؛ ما يعني أنه يريد إفشال ذلك، كما يريد أن تجري المفاوضات تحت ضغط على الجانب الفلسطيني.

وشدد القيادي في فتح، مِن أن شن هجوم على هذه المنطقة المكتظة بالنازحين قد يؤدي لارتكاب مجازر كبيرة.

واندهش القيادي: "من الغريب حديث الجيش الإسرائيلي عن فتح ممرات آمنة لعبور السكان والنازحين من رفح إلى خان يونس، في الوقت الذي يطرد فيه سكان خان يونس نحو رفح".

توريط جديد للجيش الإسرائيلي

وأوضح الرقب أنه: "بغض النظر عما يقوله نتنياهو، فإن التقديرات التي لدينا تشير إلى أن المقاومة ما زالت تحتفظ بنحو 70 بالمئة من قدراتها العسكرية منذ اليوم الأول للحرب، وما يقوم به رئيس الوزراء هو توريط جديد للجيش الإسرائيلي، وحديثه عن القضاء على قدرات المقاومة في غزة وخان يونس هو وَهْم، لكنه يحاول إيجاد مبررات لارتكاب مزيد من الجرائم".

وفي حين آخر، حذّرت حماس، من "مجزرة في حال شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح التي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب".

وشددت حماس في بيان: "نحذّر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح"، وكذلك: "نحمّل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة".

استمرار القصف

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، منذ أكتوبر الماضي حتى الآن، بمساعدة الولايات المتحدة وعددا من دول أوروبا.

ويستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قصفه لمحيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.