5 مايو 2024 01:46 25 شوال 1445
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
دين وفتاوى

كيف يكون الحكم على كلمات أهل التصوف؟.. علي جمعة يوضح

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتى الجمهورية السابق، إنه قد جاء رجل لذى النون المصرى فقال: "ادع الله لى. فقال: إن كنت قد أيدت فى علم الغيب بصدق التوحيد، فكم من دعوة مجابة قد سبقت لك، وإلا فإن النداء لا ينقذ الغرقى".

وبين على جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك أن معنى هذا النص هو تفسير "لا حول ولا قوة إلا بالله" أن الأمر كله لله خلقا ولله بقاء؛ فالله سبحانه وتعالى قد أنشأنا من العدم وبقاؤنا أيضا قائم به، وهذه من أهم النقاط التى لا يفهمها كثير من الناس فتختلط عليهم عبارات أهل الله، نحن الآن لسنا قائمين بذاتنا بل إننا نقوم به سبحانه وتعالى يعنى هناك مدد من الله مستمر فلو أوكلنا لأنفسنا طرفة عين لفنينا وليس نموت، نموت فالجسد يخرج منه الروح، والجسد باقى نغسله ونكفنه ونصلى عليه وندفنه، فأنت هكذا لم تفنى أنت لا تزال مستمر ولكن انتقلت من حال إلى حال أو من حياة إلى موت، لكن الله لو قطع عنك إمداد الاستمرار تفنى مثل التليفزيون عندما تغلقه تختفى الصورة، الأكوان كلها لو سحب الله منها مدد الاستمرار لفنيت، إذن فهى تحتاج إليه سبحانه كل لحظة فنحن لسنا قائمين بذاتنا هذه عقيدة الإسلام، ونخالف بذلك عقائد أخرى تقول: أنه إذا كان هناك إله فقد خلقنا فقط وانتهى ونحن مستمرين بأنفسنا، ولكننا لسنا مستمرين بأنفسنا ولا يمكن أن نقوم بذاتنا.

وتابع على جمعة: فإذا فهم الإنسان هذا غالبا يخشع لله، غالبا لا تصدر منه معصية، غالبا لو فهم هذه النقطة أنه سوف يفنى إذا قطع الله منه استمرار البقاء وأنه سيختفى سيفنى؛فإنه يكون على ذكر دائم لله، فهذا التصور وهذه العقيدة وهذا الإدراك يساعد على أن تعيش فى ذكر الله {فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون}، {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات}، «لا يزال لسانك رطبا بذكر الله»، {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وأكمل: فـ "الحمد لله حمدا يكافئ نعمه أو يقابل نعمه ويكافئ مزيده" يكافئ مزيده يعنى حمد ممتد بعد الحمد يعنى يزداد، لماذا؟ لأنك دائما فى حالة تقصير مع ربك حيث إنه هو الذى من عليك بالطاعة.

وشدد على جمعة: إذن هذه العقيدة تؤدى إلى التواضع لله، وتؤدى إلى حب الله،فهو سبحانه المنعم الذى يستحق الشكر «يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا» حتى لو أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يشكر، شعور بالخشوع والخبوت والمنة لله سبحانه وتعالى، كل هذه الشعورات هى علاج للقلب.

فنستفيد من هذا إننا لا نتعجل فى قراءة عبارات الناس من أهل الله، وأن نحملها أحسن المحامل، وأن نولد منها ما يجعلنا نسير فى طريق الله سبحانه وتعالى سيرا حثيثا مستمرا، وأن نجعلها دائما كلمات تخرج من قلوب نقية وتصل إلى قلوب نقية، ولكن لى الكلام والانحراف بها عن المقصود هو الذى أدى ببعض أدعياء التصوف إلى الانحراف والانجراف، إفراط وتفريط جاء من سوء فهم ومن سوء طوية بحيث إننى أقرأ العبارة أجدها جميلة إذا أردت أن تكون كذلك، والعبارة تكون سيئة إذا قرأتها بطوية سيئة تريد انتقادها والرد عليها والتصيد لها وكذا إلى آخره مع نوع من أنواع الجهالة.فالحمد لله رب العالمين على نعمة الفهم المستقيم.

الدكتور علي جمعة علي جمعة الصوفية صوفية

مواقيت الصلاة

الأحد 01:46 صـ
25 شوال 1445 هـ 05 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:32
الشروق 05:09
الظهر 11:52
العصر 15:29
المغرب 18:35
العشاء 20:00
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
البنك الزراعى المصرى