ما طبيعة الوضع في فرنسا بعد نتائج الانتخابات المفاجئة؟
استفاقت فرنسا على نتائج انتخابات تاريخية وغير متوقعة، أثرت على المشهد السياسي بشكل جذري، حيث حصل اليسار على أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية، تلاه اليمين المتطرف بحصوله على الثلث. الآن، الجميع في حالة من القلق والتدافع لمعرفة كيفية المضي قدمًا.
حيث تؤكد الحصيلة النهائية أن اليسار حصل على أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية، ولكنها لم تكن كافية لتشكيل حكومة.
بينما خسر ائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي عشرات المقاعد، وجاء الحزب اليميني المتطرف في المركز الثالث. هذا الوضع يطرح السؤال الحيوي: من سيحكم فرنسا وكيف؟
ففي صباح اليوم التالي للانتخابات، قدم رئيس الوزراء غابرييل أتال استقالته، لكن الرئيس ماكرون طلب منه البقاء في الوقت الحالي لضمان استقرار البلاد.
وسيحتاج ماكرون الآن إلى تحديد من يريد رئيسًا للوزراء، مع ضمان قدرته على تشكيل حكومة مستقرة لا يمكن إسقاطها بتصويت بحجب الثقة من المشرعين الجدد من اليسار واليمين.
وكانت دعوة ماكرون لإجراء انتخابات مبكرة تهدف إلى الحصول على "توضيح" من البلاد، لكن النتائج أسفرت عن حالة من الضبابية السياسية.
ووصفت صحيفة "لو باريزيان" اليومية الوضع بـ "عندما يغرق التوضيح في الضباب الكثيف"، في حين أعلنت صحيفة "لوفيجارو" المحافظة أن البلاد غارقة في "أكبر ارتباك.. الجمعية الوطنية غدا لن تستطيع الحكم أكثر من الأمس".
وقال جان فيليب ديروسييه، أستاذ القانون العام بجامعة ليل: "كل شيء ممكن وكل شيء يمكن تصوره"، هذا التصريح يعكس حالة عدم اليقين الكبيرة التي تعيشها البلاد حاليًا.
وتبقى فرنسا في حالة من الغموض والتوتر السياسي بعد نتائج الانتخابات المفاجئة، مع تحديات كبيرة أمام الرئيس ماكرون لتشكيل حكومة مستقرة وقادرة على العمل بفعالية، بينما تظل البلاد منقسمة بشكل واضح بين ثلاث كتل سياسية رئيسية، يتطلع الجميع إلى كيفية تجاوز هذه الأزمة السياسية.
