15 مايو 2025 18:42 17 ذو القعدة 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الفنون

الموروث الشعبي وأثره على الذائقة الفنية المصرية ندوة باتحاد كتاب مصر

اتحاد كتاب مصر
اتحاد كتاب مصر

تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

أقامت لجنة "التذوق الأدبي والفني" برئاسة الشاعر هشام الدشناوي، وعضوية الشاعر حسام العقدة، والشاعرة نيڤين الطويل، والكاتبة شيرين غالب، ندوة بعنوان : " الموروث الشعبي وأثره على الذائقة الفنية المصرية"؛ حيث استضافت الناقد المسرحي د. محيي عبد الحي، وشارك بتقديم فقرات فنية.. عازف السمسمية الفنان محمد حجازي، وعازف الربابة الشاعر ناجح عمارة والطفلة رؤية عمارة، والفنانة الشعبية الحاجة سعدية، والفنان رجب علي، والفنان النوبي رضا أحمد.

بدأت الأمسية بترحيب الشاعر هشام الدشناوي بالحضور، مؤكدًا خصوصية الموضوع المطروح لمناقشته؛ لمحاولة إيجاد صيغة حول ماهية الموروث الشعبي وهل هو ذاته الموروث الشعري، أم الأدبي، أم الفني؟
مضيفًا أنه ولا شك يحمل بين طياته تلك الخيوط جميعها؛ فلا أحد ينشأ من دون جذور؛ إذ امتدت حضارتنا المصرية لأكثر من عشرة آلاف عام، لم نتأثر بالمحتل؛ وإنما نؤثر ونقاوم بما يحفظ هويتنا،

مضيفًا أن علم "الأنثروبولوجي" من أهم العلوم التي تعنى بماهية الموروث، من عادات وتقاليد، ووصف الندوة: أنها ندوة علمية فنية لما تزخر به من تنوع معلوماتي وفني، وفي التفاتة إنسانية طالب الحضور بالوقوف وقراءة الفاتحة على روح الشاعر أمين الديب؛ نظرًا لمكانته الشعرية المميزة، وأشعاره التي تحمل عبق الموروث الشعبي والبيئة الريفية، وأشار إلى أن سبق وعقدت النقابة العامة لاتحاد الكتاب احتفالية بمناسبة عيد ميلاده.

ثم قدمت الكاتبة شيرين غالب، السيرة المهنية والإبداعية للدكتور محيي عبد الحي، ومن الجدير بالذكر أنه قد حصل على دكتوراه في الدراسات الإفريقية، وليسانس آداب قسم حضارة، ودبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني، ودبلوم الأنثروبولوجيا، وتقلد العديد من المناصب منها: مدير تحرير سلسلة روائع الإبداع العالمي، ورئيس تحرير مشروع المعرفة، وهو عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة المهن التمثيلية، وقدم العديد من الأبحاث العلمية المهمة، والأعمال الإبداعية في مجال المسرح، كما شارك بالتمثيل في عدد من الأعمال الفنية،
وفي كلمته حرص "عبد الحي" على توجيه الشكر إلى اللجنة وللنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لطرحمهما هذه الموضوعات المهمة التي تخص التراث وانعكاس هذه الأهمية على المجتمع كما وجه شكره إلى د. محمد أمين عبد الصمد رئيس لجنة التراث بالمركز القومي للمسرح والسينما، لما يبذله من جهد مشكور في أبحاثه، ولدعمه الدائم لأصدقائه، وذكر أن لدينا إشكالية في علم المصطلح، وقد يحدث الخلط بين التراث، والمأثور، والثقافة الشعبية، وذكر أن علم المصطلح هو ما يستخدمه الباحث من أجل الوصول إلى المعنى المراد الحديث فيه، وتحدث عن الطقوس التي يمر بها الإنسان من الميلاد حتى الوفاة، وذكر أن مصطلح التراث قد بدأ في عام ١٨٠٤م على يد الألمان الذين استخدموه لتوضيح مفهوم الثقافة الشعبية، ثم ظهر مصطلح فلكلور، وبدأت الترجمات تروج لهذا المصطلح والذي يعني " حكمة الشعب"، وعرف كذلك بالتراث الشعبي، وأوضح الخلاف بين أراء بعض الباحثين حول الفلكلور، هل هو تراث أم ثقافة شعبية، أم فنون شعبية؟، وعدد أسماء كبار الباحثين الذين لهم باع كبير في هذا المجال، وذكر كيف لخص كل واحد منهم ما التراث وتصنيفاته، وقد اختلفت التصنيفات، وأوضح أن التراث أشمل من كلمة الموروث، وهو كل ساكن في علم التاريخ؛ بينما الموروث يمثل الجزء الحي من التراث، وأعطى بعض الأمثلة التوضيحية على التطور في فن العرائس والأراجوز وغيره.
كما تحدث عن دراسته لفن الأداء الحركي في مجتمع النوبة، وعن رقص الرجال والنساء، كما شرح تفاعل وتأثر الإنسان النوبي بالنخلة، وفكرة السكون والحركة وتأثير جميع ما سبق على الذاكرة للعقل الجمعي المصري.

وفي سؤال للشاعر هشام الدشناوي قال: هل الفنون القولية الموجودة في صعيد مصر تعد من التراث أو الموروث الشعبي؟
ليجيب: إن اللغة متغيرة؛ إذ يطرأ عليها التطور فتندثر مفردات وتستحدث أخرى تبعًا للظروف؛ لذا فإن الموروث يهدف إلى تأويل تلك الصيغ الجديدة، كما تحدث عن موضوع الرقمنة والهيمنة الثقافية، وأكد أن الحفاظ على الذائقة الفنية يعد أمرًا مهما، وذكر أن هذه الذائقة لها شروطها الخاصة، وأعطى بعض الأمثلة الدالة على الموروث الحديث منها سماع أغنية "يا ليلة العيد"، وسماع فريد في ليالي الربيع، وما يرتبط به من عادات، وزيارة مقابر الأولياء.. إلخ
فهذه كلها موروثات حية وفاعلة بيننا، وأكد على أهمية حفاظنا عليها؛ خاصة بعد الانفتاح على العالم؛ مما يؤثر في ميول شبابنا، وفي ختام كلمته أكد أن الموروث ليس ضد التغير والتنمية، بل يتفاعل ويتطور مع التقدم التكنولوجي والمعلوماتي المتلاحق؛ لمواكبته مع الحفاظ على منظومة اجتماعية لا تعصف بالهوية.
وقدم عضو اللجنة حسام العقدة، د. محمد أمين عبد الصمد فقد حصل على الدكتوراه في "الأنثروبولوجيا" الثقافية بمرتبة الشرف الأولى، وتقلد مناصب مهمة منها: مدير تحرير لمجلة ألوان من الفنون،
ومدير تحرير مجلة القرية الفلكلورية الإلكترونية، وعضو لجنة التراث غير المادي، الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة ٢٠٢٠م، وعضو لجنة الدراما بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وقدم على المسرح :" أحوال السلطنة آخر عكننة"، و"سيف على وتر الربابة"، و"البيانولا"، و"الحياة حدوتة"، و "العشاء الأخير"، كما كتب العديد من الأفلام التسجيلية منها سيد درويش رائد الموسيقى المصرية، الرقص الشعبي فن وثقافة، ونشر له مسرحية الخايب حسن، واحات الفن والجمال، والأغنية الشعبية في الواحات البحرية بهجة للروح، وعضو مؤسس في نقابة المبدعين الشعبيين.
وخلال كلمته أوضح عبد الصمد أوضح أن الفصيح صفة تصدق على ما هو شعبي وما هو رسمي، وذكر أن الرسمي يدخل في إطار الكتب المقدسة والمكاتبات الرسمية على سبيل المثال، وأن الشعبي إنتاج تتدخل فيه روابط عدة، وإن افترضنا أننا نقرأ بعض الأبيات الشعرية القديمة ولم نستطع تأويلها؛ فهنا قد انتفت عنها صبغة الفصاحة، إذ أن الفصاحة تعني إظهار المعنى وإبانته،
وذكر أن اللغة الرسمية غالبا تكون للنخبة، وأن الشعبي هو إنتاج لمجموع الناس في إطار التراكمات المعرفية وتواتر علم اللسانيات وغير ذلك من تطورات تلحق باللغة الأم، كما تحدث عن علاقة علم "الأنثربولوجي" بعلم الآثار، وبدايتهما مع بداية المقدس وربطهما في بعض الأحيان بالمثيولوجيا، مؤكدًا أن كل شيء في إطار العلم يخضع للأسئلة الخمسة المعروفة " من، وما، ومتى، وأين، وكيف.. حدث ذلك؟"، وتحدث عن الفقرة الفنية التي سبقته على آلة السمسمية بعزف الفنان محمد حجازي معرفًا بخصوصية الآلة وخصوصية الظرف التاريخي لعزف مقطوعة " آه ياللي يا للي"، موضحًا أن منطقة القناة تجمع مصر كلها في فنونها؛ وهذا ناتج منذ فترة حفر قناة السويس في القرن ال ١٩ م، كان يوجد ما يعرف ب.. "الضمة" التي يقدم من خلالها عمال القناة فنونهم، في مقابل عزف أصحاب العمل على الآلات الحديثة، وتحدث عن وجود اللون وتأثيره على الموروث الشعبي، وفي إطار الرؤية النخبوية، كما تحدث عن مكاتبات حكام مصر لشيوخ القبائل للحفاظ على سلامة المحمل وقت الحج، مستشهدا ببعض الأقوال المأثورة على لسان السيدات والتي يتضح من خلالها استخدام اللون في الدلالة على معنى ما في الحكمة أو المأثور الشعبي،
واستكمل حديثه مشيرا إلى فرقة "أولاد الأرض' وعن قيمة الدور الذي قام به كابتن غزالي، وعن توظيف السمسمية في شرح وإعلاء قيمة المقاومة في خط القنال، وعن قيمة فن السمسمية وما بثته من رسائل سواء للمقاومين أو المهجرين، و ذكر أن الفن والمأثور الشعبي أكثر الفنون إرتباطًا بالمصريين، وأعطى مثالا لحادثة دنشواي وكيف عبر عنها كل
من أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة فصحى بدايتها " يا دنشواي على رباك سلام"، كما عبر عنها الفنان الشعبي بقوله :" من بعد حكم المحاكم والشاويش والباش"، متحدثًا عن الرؤية التاريخية للحدث، فالنخبة تتلقى نص شوقي، والجماعة الشعبية سوف تتبنى نص الجماعة الشعبية، كما تحدث عن موضوع مجموعة الصيغ الشفاهية وإعادة بنائها، وهذا ما يجعلنا نتفاعل عند استماع آلة السمسمية حين يعزف عليها أناشيد تمثل الارتباط بحقبة زمنية معينة؛ فالموروث الشعبي يستطيع أن يبني أمة من خلال البحث عن المشترك.
وخلاصة القول أننا لو فهمنا الموروث لاستطعنا التعاطي معه.
كما عدد التنوع الثقافي في مصر نفسها حسب التقسيم الجغرافي للأماكن مما يخلق بعض الفروق الثقافية حسب طبيعة كل منطقة، فذكر أنه من باب أولى دراسة مأثور الآخر الثقافي حتى نتمكن من فهم منطلقاته ودوافعه وتفكيره، وأعطى المثال بدراسة كل من الاحتلالين الفرنسي والإنجليزي لنا، ودلل بطول فترة بقاء الاحتلال الإنجليزي في مصر لأنهم قاموا بدراسة الشخصية المصرية، وفهموا ثفافتنا جيدا، وذكر د. محمد عبد الصمد أن المربع والواو وغيرها من أشكال الفنون القوليه ما هي إلا قوالب يتنوع فيها المحتوى حسب الظرف الذي يؤدي إلى كتابته.
وتحدث عن العبقرية المصرية في التعبير الشعبي، وتساءل هل ابن عروس شخصية حقيقية أم متخيلة؟ وطالب الحضور بأهمية البحث عن مربعات سيدي عبد الرحمن المجذوب، وتحدث عن مفهوم البطل الشعبي، مؤكدا أن كل الثقافات الشعبية لديها (ميكانزيمات) آليات للتعامل مع نفسها والتفاعل مع أمورها الحياتية.

تخلل الأمسية تقديم مجموعة من الفقرات الفنية لآلة السمسمية للفنان محمد حجازي،
كما أنشدت الطفلة رؤية عمارة مقتطفات من "السيرة الهلالية" بمصاحبة الربابة، كما قدمت الفنانة الشعبية الحاجة سعدية مجموعة من الأغنيات الريفية، وقدم بعض من الشعراء مجموعة من قصائدهم ليختم اللقاء الشاعر هشام الدنشاوي مقدمًا الشكر لكل من ساهم بالحضور وإثراء الأمسية.

الموروث الشعبي أثره على الذائقة الفنية المصرية ندوة اتحاد كتاب مصر

مواقيت الصلاة

الخميس 06:42 مـ
17 ذو القعدة 1446 هـ 15 مايو 2025 م
مصر
الفجر 03:22
الشروق 05:02
الظهر 11:51
العصر 15:28
المغرب 18:41
العشاء 20:09
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr