زوجي مسافر وأهله يقيمون معي ويضيقون عليَّ حياتي ما حكم الشرع؟
أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال إحدى المواطنات تدعى «م - نادر»، حول حكم الشرع في إقامة أهل زوجها في بيت الزوجية معها وابنتيها الصغار، خلال سفر زوجها للعمل في إحدى الدول، رغم أنهما يمتلكان بيتًا آخر، مشيرة إلى أن زوجها يحمل شخصية ضعيفة، وأبواه يتحكمان به، كما أنهما يصران على سفره رغم رغبته في عدم الاستمرار في السفر لكنهما يرفضان.
وأشارت الزوجة، في سؤالها، إلى أن زوجها يرسل مصروفها إلى أبويه، وأنها فقدت استقلالية حياتها، كما أن والده ووالدته يرفضان أيضًا نزوله من السفر كزيارة لرؤيتها وأطفاله، وعند ما طلبت استقلالية حياتها عنهم قال عنها والده إنها تعاني من حالة نفسية، واضطرت مع هذه المشكلات إلى ترك بيت الزوجية؛ لتجيب دار الإفتاء، بأنه يحق لها الحصول على نفقتها من مصروف المنزل ومصروف يدها شهريًا وحقها في السكن دون وجودهما معها، وأنه من الأفضل أن تقيم معها والدتها في غياب زوجها.
لا يحق لأهل الزوج السكن في بيت الزوجية
وأوضحت الدار في فتواها، أن حقوق الزوجة على زوجها، أن يسكنها في بيت خالٍ عن أهله؛ لأنها تتضرر من مشاركة غيرها فيه وتتقيد حريتها، كما أن معظم المشكلات الزوجية تكون بسبب تدخل الآباء في حياة أبنائهم، خاصة مع ضعف شخصية الزوج.
وأوضح الشيخ محمد عبد الباسط عضو مركز الفتاوى الإليكترونية بدار الإفتاء، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حذَّر أن يضيع الرجل نفقة من يعول من زوجته وأولاده، فقال في الحديث الشريف: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول»، فنفقة الزوج على زوجته وأولاده فرض شرعًا، وهي من أعظم الأعمال الصالحة أجرًا عند الله تعالى.
والمنصوص عليه شرعًا أن نفقة الزوجة واجبة لها على زوجها شرعًا، من تاريخ عقد زواجه عليها؛ لاحتباسها لحقه، والنفقة جزاء الاحتباس شرعًا.

عدم تحكم الأهل في حياة زوجة الابن
وقالت الدار، إنه يجب على أهل الزوج أن لا يتحكموا في زوجات أبنائهم وألا يتدخلوا في جميع أمور حياتهن، ويأثم أهل الزوج إن منعوا ابنهم من العودة من السفر لزيارة زوجته وأولاده ورعايتهم كل 4 أو 6 أشهر بحد أقصى، حتى لا يجعلوا البيوت قبورًا، لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ).
ويجب على أهل الزوج أن يعاملوا زوجات أبنائهم معاملة حسنة طيبة ولا يظلمونهم مثلما يعاملون بناتهم"، امتثالًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إِنَّ مِن أحَبِّكُم إِليَّ وأَقربِكُم مِنِّي مجلسًا يومَ القيامَة أَحاسِنكم أخلاقا"، ولقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم}.
لا يجوز سفر الزوج أكثر من 4 أشهر بدون إذن زوجته
وأضاف عبد الباسط، أنه إذا أراد الزوج أن يسافر لطلب الرزق الحلال، أو للعلم، أو غير ذلك فإنه يجب عليه أن يوفر نفقات كافية لزوجته، وأولاده قبل سفره بما يعفهم ويغنيهم ويسترهم، ولا يحل له أن يقصر في هذا أبدًا.

حكم القانون في إلزام الزوج بالنفقة على زوجته
ونصت المادة الأولى من القانون رقم 25 لسنة 1920م بعض أحكام الأحوال الشخصية والمأخوذ من أقوال بعض فقهاء المسلمين على ما يأتي: تعتبر نفقة الزوجة التي سلمت نفسها لزوجها -ولو حكمًا- ديْنًا في ذمته من وقت امتناع الزوج عن الإنفاق مع وجوبه بلا توقف على قضاء أو تراض منهما، ولا يسقط دينها إلا بالأداء أو الإبراء.
ومن حقوق الزوجة على زوجها المسافر أن يرسل لها مالًا للإنفاق، ولابد من أن يكفي هذا المال حاجتها وحاجة أولاده.
تأثير سفر الزوج على حياة زوجته
وفي سياق الحديث عن حقوق الزوجة على زوجها المسافر، نريد أن نوضح لك عزيزي القارئ تأثير سفر الزوج على زوجته فيما يلي:
1- المسؤوليات تزداد، وكذلك الأعباء على الزوجة نتيجة لسفر زوجها، وتتضاعف تلك المسؤولية حال وجود أبناء؛ ما يضطرها إلى القيام بدور الأب والأم في نفس الوقت.
2- ونتيجة لتلك الأعباء، وكثرة المسؤوليات الحياتية فإن الزوجة تشعر بضغط دائم، وهو الأمر الذي يؤثر عليها بدنيًا ونفسيًا.
3- يتسبب سفر الزوج، وبعده عن زوجته لفترات طويلة في شعورها بالوحدة، والاكتئاب والتوتر، والضغط العصبي، إلى جانب شعورها بالحرمان العاطفي، وخاصة مع فقدها حقها الشرعي.


















