من الأعماق إلى العالمية: كيف أصبحت مواقع الغوص في مرسى علم والقصير مغناطيساً للسياح


يمتلك ساحل البحر الأحمر المصري كنزاً دفيناً لا يضاهيه جمال، وتعتبر منطقتا مرسى علم والقصير لؤلؤتي هذا التاج. تشتهر هاتان المدينتان، الواقعتان في قلب الجنوب المصري، ببيئتهما البحرية التي لا تزال تحتفظ برونقها البكر وطبيعتها العذراء. توفر هذه المواقع تجربة غوص استثنائية بفضل جدرانها المرجانية الملونة التي تنبض بالحياة، ومياهها الدافئة الصافية التي تتيح رؤية تمتد لعشرات الأمتار. مواقع مثل "بيت الدلافين" (شعاب صمداي) الشهير بتجمعات الدلافين الدوارة، أو "خليج أبو دباب" حيث اللقاءات القريبة مع السلاحف البحرية الخضراء وأبقار البحر النادرة، هي مجرد بداية لما يمكن أن تقدمه هذه المنطقة الفريدة.
إن حالة "الانبهار" التي تنتاب السياح عند غمر رؤوسهم تحت سطح الماء هي حقيقة لا يمكن إغفالها. هذا الجمال الفطري ليس مجرد خلفية جميلة للصور، بل هو المحرك الأساسي لقدوم آلاف الزوار سنوياً. تتحول تجربة الغوص من مجرد رياضة إلى رحلة عاطفية وروحية، حيث يجد الزائر نفسه وجهاً لوجه مع كائنات بحرية مدهشة في بيئتها الأصلية. هذا الإحساس العميق بالدهشة والاتصال المباشر بالطبيعة هو أقوى أداة جذب سياحي تمتلكها مصر، وهو ما يضمن عودة الزوار مراراً وتكراراً لاستكشاف المزيد من هذه الأسرار.
وبالطبع، فإن استكشاف هذا العالم السفلي الساحر يتطلب شريكاً موثوقاً به يضمن الأمان والاحترافية. لا يمكن الاستمتاع بهذه التجربة دون الشعور بالاطمئنان التام. هنا يبرز دور مراكز الغوص الرسمية والمعتمدة، التي تعمل كبوابات آمنة لهذه المغامرات. هذه المراكز لا تقدم فقط المعدات اللازمة والتدريب، بل هي تلتزم بمعايير صارمة للسلامة البحرية والحفاظ على البيئة، وتوظف مرشدين خبراء يعرفون كل ركن من أركان الشعاب المرجانية، ويضمنون تقديم تجربة غنية ومسؤولة في نفس الوقت.
وفي هذا السياق، يبرز اسم Deep South Divers كأحد المراكز الرائدة التي تجسد هذه الاحترافية. يتمتع هذا المركز بكونه مركزاً مصرياً أصيلاً، ويفخر بحصوله على كافة التراخيص والاعتمادات اللازمة لضمان أعلى مستويات الخدمة. فهو معتمد رسمياً من قبل غرفة الغوص والأنشطة البحرية (CDWS) وهي الجهة الحكومية المصرية المسؤولة عن تنظيم معايير السلامة والجودة، ويعمل تحت مظلة وزارة السياحة. وعلى الصعيد الدولي، فهو معترف به من قبل أكبر المنظمات العالمية لتدريب الغوص مثل PADI (رابطة مدربي الغوص المحترفين)، و SSI (مدارس الغوص الدولية)، وكذلك SDI (المعهد الدولي للغوص التقني).
إن ما يجعل الغوص في هذه المنطقة تجربة لا تضاهى هو التنوع الهائل في المواقع. فهناك مواقع تناسب كل مستوى وطموح. على سبيل المثال، يُعد موقع Elphinstone Reef الأسطوري بمثابة تحدٍ مثير للغواصين المتقدمين، بجدرانه السحيقة وتياراته التي تجذب أسماك القرش المحيطية (الأوشيانيك) وأحياناً أسماك قرش المطرقة. وفي المقابل، توفر مواقع أخرى مثل "شعاب الفنادير" غوصاً هادئاً وضحلاً لاستكشاف الكائنات الدقيقة والأسماك الملونة. أي Marsa Alam Diving Center يتمتع بالخبرة يقدم رحلات متنوعة تشمل الغوص من الشاطئ لاستكشاف الشعاب المنزلية الغنية، أو رحلات بالقوارب السريعة للوصول إلى الشعاب البعيدة في عرض البحر. هذه القدرة على تقديم مغامرة مختلفة كل يوم هي جوهر الجذب السياحي لهذه البقعة الفريدة من العالم.