عالم بالأوقاف: تعدد النيات يحوّل كل حركة في طلب العلم إلى عبادة وثواب مستمر


أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن التربية الحقيقية تقوم على غرس النية الصالحة في قلب الطالب ليحوّل كل حركة في حياته إلى عبادة لله تعالى، موضحًا أن العلم ليس تلقينًا وإنما بناء للشخصية وتمكين للفهم.
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الأستاذ الناصح لا يكتفي بإعطاء المعلومات، بل يبحث عن الوسائل التي تساعد تلميذه على فهم العلم وتطبيقه، ضاربًا مثالاً بقصة أستاذ طلب من تلميذه الجلوس حين طرق الباب، ثم استثمر الموقف ليعلمه درسًا في تعدد النيات، فبيّن له أنه حين قام لفتح الباب نوى عدة نيات: إجابة السائل، إطعام الجائع، إغاثة الملهوف… وغيرها من النيات التي تصل إلى أكثر من ثلاثين نية، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة".
وأشار الجندي إلى أن هذا المفهوم ينطبق على طلبة العلم في حياتهم اليومية، حيث يمكن تحويل كل خطوات الدراسة – من خروج الطالب من منزله، وركوبه المواصلات، وجلوسه للاستماع – إلى طاعات متواصلة إذا نوى بها وجه الله وخدمة وطنه.
وأضاف أن طالب العلم يمكنه أن ينوي بنية واحدة أو أكثر: نفع نفسه، نفع مجتمعه، إدخال السرور على قلب والديه، أن يكون أداة من أدوات تقدم الوطن في مجاله التخصصي، مبينًا أن هذه النيات المتعددة تجعل كل جهده عبادة يثاب عليها.
وظعا الدكتور الجندي، الطلاب إلى استحضار النية الصادقة في كل خطواتهم التعليمية لتصبح حياتهم كلها عبادة، ولتتحول سنوات الدراسة إلى رصيد من الأجر والثواب يعينهم على بناء أنفسهم وخدمة وطنهم.
https://youtu.be/zEsK0EMVyfA?si=m3NJukaFnFl2qlxU