خامنئي: لن نستسلم للضغوط وإيران ماضية في برنامجها النووي السلمي


ألقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، خطابًا جديدًا وُصف بالمهم، تناول فيه عدداً من القضايا الاستراتيجية التي تشغل الساحة الإيرانية والدولية، وعلى رأسها الملف النووي والعلاقات مع القوى الكبرى، إضافة إلى رسائل موجهة مباشرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
وجاء خطاب خامنئي عقب الفاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، كلمته في اجتماعات الدورة 80 للجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي هاجم فيها إيران وأكد قضاءه على برنامجها النووي.
رفض الاستسلام للضغوط
أكد خامنئي أن إيران لن تستسلم للضغوط الخارجية فيما يتعلق بقضاياها المصيرية، مشددًا على أن بلاده ستواصل الدفاع عن حقوقها وسيادتها.
وقال: "نحن لن نستسلم للضغوط في قضايانا كافة"، في إشارة واضحة إلى الضغوط الدولية المتزايدة بشأن الملف النووي وبرامج التسلح الإيرانية.
البرنامج النووي بين الدفاع والعلم
أوضح المرشد الأعلى أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، قائلاً: "لا نريد سلاحًا نوويًا ولا نسعى وراء ذلك".
غير أنه شدد في الوقت ذاته على أن بلاده تُعد من بين عشر دول فقط حول العالم تمتلك تقنية تخصيب اليورانيوم، وهو ما يضعها في مصاف الدول المتقدمة في المجال النووي.
وأشار إلى أن إيران تمتلك عشرات العلماء المتخصصين في المجال النووي، ما يمنحها قدرة كبيرة على تطوير برامجها العلمية والتكنولوجية في المستقبل.
رسائل إلى إسرائيل
في خطابه، وجّه خامنئي رسالة مباشرة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن الأخيرة تدرك جيدًا أنها لن تتمكن من تحقيق أهدافها عبر مهاجمة إيران.
وقال إن أي محاولة إسرائيلية لشن هجوم ستكون محفوفة بالفشل، لافتًا إلى أن قدرة إيران الدفاعية والعلمية تجعلها قادرة على مواجهة أي تهديد خارجي.
الفصائل اللبنانية وقضية المقاومة
كما تطرق خامنئي إلى دور الفصائل اللبنانية، مؤكدًا أن "الفصائل اللبنانية باقية وقضيتهم مستمرة"، في إشارة إلى حزب الله الذي يشكل أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة.
وأكد أن دعم إيران لهذه الفصائل يأتي في إطار ما وصفه بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب في مواجهة الاحتلال والهيمنة.
أبعاد سياسية ودبلوماسية
خطاب خامنئي يعكس بوضوح إصرار إيران على المضي في برنامجها النووي السلمي، رغم الضغوط الغربية والعقوبات المفروضة عليها منذ سنوات. كما يعبر عن موقف سياسي ثابت في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، مع التأكيد على أن امتلاك المعرفة النووية حق سيادي لا يمكن التراجع عنه.
ويرى مراقبون أن الرسائل التي تضمنها الخطاب موجهة بالأساس إلى الداخل الإيراني، لتعزيز ثقة الشعب في قدرة النظام على الصمود، وفي الوقت نفسه إلى الخارج للتأكيد على أن إيران لن تتراجع تحت أي ضغط.
جاء خطاب خامنئي الأخير بمثابة تأكيد على ثوابت السياسة الإيرانية، وهي رفض التنازل أمام الضغوط، التمسك بحق تطوير البرنامج النووي للأغراض السلمية، مواجهة التهديدات الإسرائيلية، والاستمرار في دعم حلفاء إيران الإقليميين، باعثا برسائل تعكس أن طهران ماضية في استراتيجيتها، رغم التحديات التي تواجهها إقليميًا ودوليًا.