الصحة: السكان لا يمثلون عبئًا بل ركيزة النهضة والطاقة الإنتاجية والإبداعية
شاركت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى البرلمانيين العربي الآسيوي، برئاسة الدكتور عبدالهادي القصبي عضو مجلس الشيوخ، وبحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والمستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والسيد دومينيك ألين نائب المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والسيّد إيوي فوميو سفير اليابان لدى مصر، إلى جانب نخبة من البرلمانيين العرب والآسيويين.
افتتحت الألفي كلمتها بنقل تحيات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وتمنياته بنجاح المنتدى، مرحبةً بالحضور في «مصر السلام والتنمية والعدل» معربة عن أملها في أن تعزز المناقشات التكامل البرلماني والمؤسسي لدعم سياسات سكانية وتنموية تركز على الإنسان كمحور أساسي، ممهدةً الطريق لتأكيد أن القضية السكانية في مصر أولوية تنموية وحقوقية تتقاطع مع أبعاد التنمية المستدامة.
في هذا السياق، شددت على أن السكان لا يمثلون عبئًا، بل ركيزة النهضة والطاقة الإنتاجية والإبداعية، شريطة استثمار قدراتهم بفعالية. وأوضحت أن المجلس القومي للسكان يتولى تنسيق الجهود الوطنية وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2030، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في سبتمبر 2023 وترتكز على تحسين الخصائص السكانية، تمكين الأسرة – خاصة المرأة – عبر الاختيار المستنير، وتحويل الرسالة السكانية من عددية إلى حقوقية تعتم على المباعدة بين الحملين من 3 إلى 5 سنوات لحماية حقوق الطفل والإنجابية.
وبناءً على هذه الرؤية، كشفت الألفي عن توجيه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بتسريع تحقيق الأهداف إلى 2027، مما أفضى لإطلاق الخطة العاجلة للسكان والتنمية 2025 التي تستهدف 73 منطقة ذات مؤشرات متدنية («المناطق الحمراء») من خلال تدخلات سريعة تعتمد اللامركزية والتنسيق المؤسسي الفعّال، لتسريع النتائج الميدانية.
وأكدت أن هذه الجهود أثمرت إنجازات ملموسة: انخفض معدل الإنجاب الكلي من 2.85 في 2021 إلى 2.41 في 2024 (المستهدف لـ2027)، وتراجع عدد المواليد إلى أقل من مليوني مولود لأول مرة منذ 2007. كما تقلصت المناطق الحمراء من 73 إلى 42، وارتفع عدد المحافظات الخالية منها من 3 إلى 7، ما يعكس تقدماً في التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي للمرأة. ساهمت في ذلك توفير وسائل تنظيم الأسرة مجاناً، تدريب الأطباء، وتوسيع خدمات المشورة، مما خفض الحمل غير المرغوب فيه من 20% في 2021 إلى 7.5% في 2025.
وأبرزت تميز مصر عالمياً بربط القضية السكانية بحقوق المرأة والطفل عبر مبادرة «الألف يوم الذهبية»، التي تحمي الطفل من الحمل حتى العامين لتعزيز صحته ونموه العقلي. تتكامل هذه المبادرة مع برامج توعية مجتمعية يقودها المجلس بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة ووسائل الإعلام، لنشر مفاهيم المباعدة بين الولادات، حقوق الفتيات في التعليم، ومكافحة زواج الأطفال.
القضية السكانية ليست مجرد أرقام
اختتمت الألفي بتأكيد أن القضية السكانية ليست مجرد أرقام، بل قضية وعي وتنمية وعدالة. وجددت التزام المجلس بتعزيز التعاون مع البرلمانات العربية والآسيوية لتبادل الخبرات وصياغة سياسات تضمن العدالة السكانية والاستثمار البشري، تحقيقاً لتنمية شاملة ومستدامة.



















