8 نوفمبر 2025 18:59 17 جمادى أول 1447
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الأخبار دين وفتاوى

دار الإفتاء توضح الفرق بين ابتلاء رضا الله وابتلاء الغضب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي يقول صاحبه: «سمعت بعض الناس يقولون إن الابتلاء كما يكون بسبب غضب المولى سبحانه وتعالى على العبد يكون كذلك بسبب رضا المولى سبحانه؛ فهل هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟ وما هي علامة كل منهما؟»

وأجابت الدار بأن الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، ويجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكل ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «ما يُصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجةً، أو حط عنه بها خطيئةً» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

وأوضحت دار الإفتاء أن هذا يقتضي حصول الأمرين معًا، حصول الثواب ورفع العقاب، مؤكدة أن الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه وغيرهم من الصحابة أن النبي ﷺ قال: «إذا أحب الله عبدًا ابتلاه ليَسمع تضرعه» أخرجه الإمام البيهقي في شعب الإيمان، وابن حبان في المجروحين، والديلمي في المسند، وابن أبي الدنيا في الصبر والثواب ومرض والكفارات.

وأضافت الدار أنه في رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط».

وأوضحت دار الإفتاء أن هناك فرقًا بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب، حيث ابتلاء الرضا هو الذي يُقابَل من العبد بالصبر على البلاء ليحصُل على رضا الله ورحمته، وهو علامة لحب الله تعالى للعبد، وليس دليلًا على غضب الله سبحانه وتعالى عليه، أما ابتلاء الغضب فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى.

وأشارت إلى أن رضا الله وسخطه يتعلقان بالقلب لا باللسان، فكثير ممن له أنين من وجع وشدة مرض مع أن في قلبه الرضا والتسليم بأمر الله تعالى.

وقال الإمام ابن الملك في شرح المصابيح: «وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي بالبلاء وصبر عليه فله رضا الله ورحمته، ومن سخط وكره البلاء وجزع عليه فعليه السخط من الله».

وأضافت دار الإفتاء أن ابتلاء الرضا يظهر بالصبر الجميل من غير شكوى أو جزع، وارتفاع الدرجات، وطمأنينة النفس، والسكون لأمر الله، بينما ابتلاء الغضب يكون علامة على العقوبة والمقابلة، وعلامته الجزع والشكوى إلى الخلق وعدم الصبر، وهو تكفير للخطيئات وتمحيص للعبد حسب صبره ورضاه.

وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني في فتوح الغيب: «علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة: عدم الصبر عند وجوده، والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات، وعلامة الابتلاء تكفيرًا وتمحيصًا للخطايا: وجود الصبر الجميل من غير شكوى، ورفع الدرجات: وجود الرضا والموافقة وطمأنينة النفس والسكون بفعل إله الأرض والسماوات».

واختتمت دار الإفتاء بأن معرفة نوع الابتلاء تعتمد على قلب العبد، فالصبر والرضا دليل محبة الله، والجزع والسخط دليل غضبه، مما يوضح الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وعلامة كل منهما.

دار الإفتاء ابتلاء رضا الله ابتلاء الغضب

مواقيت الصلاة

السبت 06:59 مـ
17 جمادى أول 1447 هـ 08 نوفمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:45
الشروق 06:14
الظهر 11:39
العصر 14:41
المغرب 17:03
العشاء 18:23
البنك الزراعى المصرى
banquemisr