الروماتيزم في الشتاء.. لماذا تزداد الآلام؟ وما أفضل طرق الوقاية؟

يشكل مرض الروماتيزم واحدا من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا على مستوى العالم، ويصيب ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار، وإن كان أكثر شيوعا بين البالغين وكبار السن، وأن هذا المرض يتسبب في التهاب المفاصل والأنسجة المحيطة بها، ما يؤدي إلى ألم وتيبس وصعوبة في الحركة، وهي أعراض تزداد حدتها لدى كثير من المرضى مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.

ويشمل مصلح الروماتيزم أكثر من 100 نوع من الالتهابات المفصلية وأمراض المناعة الذاتية، أبرزها: التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء، التهاب الفقار، والنقرس.

سبب الإصابة بالروماتيزم

وتأتي هذه الأمراض نتيجة خلل في الجهاز المناعي، حيث يبدأ الجسم في مهاجمة أنسجته السليمة بدلًا من حماية نفسه من مسببات العدوى.

كما تلعب العوامل الوراثية دورا مهما في احتمالات الإصابة، إلى جانب العوامل البيئية مثل التدخين، الإجهاد المزمن، والسمنة.

أعراض الروماتيزم

وتتفاوت أعراض الروماتيزم من شخص لآخر، إلا أن أبرزها يتمثّل في آلام المفاصل، وتيبسها خاصة في ساعات الصباح، إضافة إلى تورم واحمرار يصاحبه صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.

وفي بعض الحالات المتقدمة قد يواجه المريض إرهاقا شديدا، ونقصا في الوزن، والتهابات في العينين أو الجلد، وفقا لنوع المرض ومدى تأثيره على الجهاز المناعي.

الروماتيزم وفصل الشتاء

ومع دخول فصل الشتاء، يلاحظ المرضى زيادة حدة الأعراض بشكل ملاحظ، وهو ما يفسره الأطباء بعدة عوامل، أبرزها انقباض الأوعية الدموية بفعل البرودة مما يقلل تدفق الدم إلى المفاصل، وبالتالي يزداد الإحساس بالألم التيبّس.

كما يقل الروماتيزم النشاط البدني خلال الطقس البارد، ما يؤدي إلى ضعف مرونة المفاصل وتصلبها، وأن انخفاض أشعة الشمس خلال الشتاء قد يقلل مستويات فيتامين (د)، الذي يلعب دورا محوريا في صحة العظام والمناعة، وبالتالي تتفاقم الأعراض لدى بعض المرضى.

طرق الوقاية من الروماتيزم

ينصح الأطباء بعدة طرق للوقاية من تدهور حالة الروماتيزم، وعلي رأس ذلك ضرورة الالتزام بأسلوب حياة صحي يحد من الالتهابات ويحسن كفاءة المفاصل. وتشمل طرق الوقاية: الحفاظ على نشاط بدني منتظم، ممارسة تمارين التمدد والسباحة والمشي، المتابعة الدورية مع طبيب الروماتيزم، التحكم في الوزن، والإقلاع عن التدخين.

كما يساعد الحفاظ على دفء المفاصل في الشتاء، من خلال الملابس الثقيلة أو الكمادات الدافئة، في تقليل التيبس الصباحي وتخفيف الألم، واتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، غني بالأطعمة البحرية، الخضروات الورقية، زيت الزيتون، والمكسرات، إلى جانب تناول فيتامين (د) عند الحاجة بعد استشارة الطبيب.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الأطباء أن الروماتيزم مرض مزمن يمكن السيطرة عليه وليس بالضرورة أن يعيق جودة الحياة، بشرط الالتزام بالعلاج والمتابعة المستمرة، والوعي بعوامل زيادة الأعراض في الشتاء.

دور الأدوية البيولوجية في السيطرة علي الروماتيزم

ومع التطور المستمر في الأدوية البيولوجية والعلاجات المناعية، أصبحت فرص السيطرة على المرض أكبر من أي وقت مضى، مما يمنح المرضى القدرة على التعايش معه واستعادة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.