16 نوفمبر 2025 19:42 25 جمادى أول 1447
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
دين وفتاوى

الإفتاء تحذر التُّجار: محتكر السلع في النار والمشتري منه آثم شرعًا

مواد غذائية (تعبيرية)
مواد غذائية (تعبيرية)

«مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» حديث نبوي شريف ووعيد لكل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بالفقراء من المسلمين، بل وغيرهم، من خلال احتكار السلع غذائية كانت، أو معيشية، وهو أمر أيضًا يجرمه القانون.

وفي ظِلِّ الظرف الاقتصادي الذي تَمُرُّ به مصر باعتبارها جزءًا من العالم، وتحت وطأة الأزمات السياسية، والاقتصادية؛ يحتكر بعض التجار السلع، ويُضَلِّلون في أسعارها، ويبيعونها بضعف السعر؛ ويبرر بعضهم ذلك بارتفاع السعر عليهم، فيما يبرر آخرون بأنهم يتَصدَّقون بالزيادة في السعر على الفقراء؛ وعليه سأل أحد المواطنين عن حكم احتكار التجار السلع وزيادة أسعارها؟

دار الإفتاء المصرية، أجابت على لسان المفتي الدكتور شوقي علام، بأن التجار الذين يقومون باحتكار السلع ويبيعونها بضعف السعر؛ تحت الدعاوى سابقة الذكر آثمون، وما يقومون به يُعدُّ أمرًا محظورًا شرعًا سواء كان سيتبرع بجزء من الثمن للفقراء، أو لا.

اقرأ أيضًا: «نسألك بنور وجهك الكريم».. دعاء لإزالة الهم ومغفرة الذنوب «فيديو»

ووجه المفتي، رسالة إلى الجمهور، قائلًا: «مَنْ يقوم بالشراء من هذا البائع مع عدم وجود ضرورة لذلك، أو مع وجود طريقة أخرى للشراء، أو وجود سلعة أخرى تقوم مقامها، فهو بهذا الفعل يكون قد قَدَّم عونًا على مخالفة أوامر الله تعالى وارتكب محظورًا وإثمًا، وأمَّا مَن كانت له حاجة في الشراء، ولا يجد طريقة أخرى لشرائها، فهو مضطر لذلك، وغير مؤاخَذٍ به، والإثم يكون على البائع فقط».

تأصيل الفتوى وأدلتها

والأصل في البيع حِلُّه وإباحته؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ سورة البقرة الآية 275، إلَّا ما نَهَى الشارع عنه من بعض الممارسات التي قد تضر بمصالح المتبايعين؛ ومن تلك الممارسات الاحتكار، والذي هو حبسُ كلِّ ما يضرُّ العامّةَ حبسُه؛ وذلك عن طريق شراء السلع وحبسها، فتقِلُّ بين الناس، فيرفع البائع من سعرها استغلالًا لندرتها، ويصيب الناسَ بسبب ذلك الضررُ، وقد نهى عنه الشارع وحرَّمه؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطئ» رواه الإمام أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه، وأبو داود والترمذي.

اقرأ أيضًا: بر الوالدين.. أحب الأعمال إلى الله ووصية الرسول ﷺ

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ» أخرجه أحمد، والحاكم، والبيهقي، وفي حديث أبي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحتَكَر الطعام» أخرجه البيهقي في السنن.

وحمل جمهور الفقهاء هذه الأحاديث وغيرها على الحرمة، وأَبْلَغ الأحاديث في النهي عن الاحتكار حديث معمر رضي الله عنه؛ فإنه قد اشتمل على صيغة النفي؛ وذلك في قوله: «لَا يَحْتَكِرُ» فنفى الاحتكار عن كل أحد إلا الخاطئ، واشتمل أيضًا على معنى النهي، فجمع بين النفي والنهي، وهذا أبلغ في التحريم من النهي منفردًا، ومعناه أنه لا ينبغي لأحد أن يفعل هذا، والخاطئ -بالهمز كما في الحديث- هو الآثم العاصي.

وقال الإمام النووي الشافعي في شرح النووي على مسلم قال أهل اللغة: الخاطئ بالهمز هو العاصي الآثم، وهذا الحديث صريحٌ في تحريم الاحتكار.

اقرأ أيضًا: يغفر الله لجميع خلقه إلا لهؤلاء.. متى موعد ليلة النصف من شعبان؟

اقرأ أيضًا: ما حكم بناء الكنائس في بلاد المسلمين؟ مفتي الجمهورية يُجيب

احتكار السلع حكم احتكار السلع عقوبة محتكر السلع وعيد نبوي لمحتكر السلع محتكر السلع في النار الإفتاء تحذر التجار

مواقيت الصلاة

الأحد 07:42 مـ
25 جمادى أول 1447 هـ 16 نوفمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:51
الشروق 06:21
الظهر 11:40
العصر 14:38
المغرب 16:59
العشاء 18:19
البنك الزراعى المصرى
banquemisr