تأملات قرآنية.. صفات أهل الجنة «ينفقون في السراء والضراء»
ما هي صفة أهل الجنة؟ قال الله ﷻ في حث المسلمين على الفوز بمغفرته ودخول الجنة: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) سورة آل عمران الآية 133.
صفات أهل الجنة، وليكون المسلم من عباد الله المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض، لابد أن يتصف بعدة صفات بيَّنها الله في الآية التالية إذ قال جل شأنه: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سورة آل عمران الآية 134.
اقرأ أيضًا: الأيام البيض في شهر شعبان.. اعرف موعدها وثواب صيامها
الإنفاق في سبيل الله حال المتقين
وفي وصف المتقين بالإنفاق هو حال المخلصين؛ ينفقون في وجوه الخير على اية حال كانوا عليها في فرحهم، وفي حزنهم؛ فهم يثقون في كفاية الله لهم ويعلمون أن خزائن ربهم مملوءة لا تنفد أبدًا؛ فكن عزيزي القارئ من هؤلاء لتفوز بجنة الرحمن وتسعد برضوانه ورحماته في الدنيا قبل الآخرة.
وفي تفسير ابن كثير للآية الكريمة، قال إن الله ذكر تعالى صفة أهل الجنة، فقال: (الذين ينفقون في السراء والضراء) أي: في الشدة والرخاء، والمنشط والمكره، والصحة والمرض، وفي جميع الأحوال، كما قال: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) سورة البقرة الآية 274، والمعنى: أنهم لا يشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه، والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر.

اقرأ أيضًا: قصر عمر بن الخطاب في الجنة.. بشره به النبي ﷺ
اذكر الله عند غضبك يذكرك عند غضبه
وفي قوله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) قال المفسِّر: إذا ثار بهم الغيظ كظموه، بمعنى: كتموه فلم يعملوه، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم، وقد ورد في بعض الآثار: يقول الله تعالى: (ابن آدم، اذكرني إذا غضبت، أذكرك إذا غضبت، فلا أهلكك فيمن أهلك) رواه ابن أبي حاتم.
وقال أبو يعلى في مسنده: حدثنا أبو موسى الزمن، حدثنا عيسى بن شعيب الضرير أبو الفضل، حدثنا الربيع بن سليمان النميري عن أبي عمرو بن أنس بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى الله قبل عذره»، وهو حديث غريب، وفي إسناده نظر .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» رواه الشيخان من حديث مالك.
اقرأ أيضًا: أمثلة شعبية تخالف الإسلام.. «كتر السلام يقل المعرفة»
اقرأ أيضًا: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده» ما المقصود من الحديث؟






















