«سيبويه مصر».. ماذا قدَّم ابن هشام الأنصاري للحضارة الإسلامية؟
تناول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، سيرة العالم العربي المسلم ابن هشام الأنصاري المصري صاحب كتب اللغة، والسيرة النبوية، والأدب، والبلاغة.
وقال جمعة، خلال برنامجه «مصر أرض المجددين» المذاع عبر فضائية «أون»، «ابن هشام كانوا يلقبونه بسيبويه مصر، وكان علامة فارقة في الدرس النحوي إلى جانب المدارس النحوية الكوفية والبصرية وجاء ابن هشام في القرن الثامن الهجري، وكان على قمة تطور الدرس النحوي رغم حياته القصيرة حيث توفي في مطلع الخمسينيات من عمره».
اقرأ أيضًا: هل تعاني من الهموم؟ إليك وصفة سحرية تسعد حياتك
وأردف عضو هيئة كبار العلماء: «لم يأخذ ابن هشام مذهب مدرسة دون أخرى في النحو؛ بل تفرد وكأنه مجتهد النحو العربي، وهو علامة فارقة في الدرس النحوي وأحدث نقلة واسعة بكتبه التي صاغ فيها النحو العربي بطريقة مميزة، ولم يترك التراث، بل استوعبه، وعصره عصرًا؛ فألف كتاب «قطر الندى»، كما ألف كتاب «شذور الذهب»، وكتاب «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، وغيرها من الكتب، وكان له مشروعًا تجديديًا تمت قياساته من خلال 5 محاور: المنهجية، والمعرفية، وصياغة النموذج المعرفي، وإدراك الواقع، وموقفه من التراث، وبهذه المعايير الخمسة يصبح هناك فكرًا خلف هذا المشروع التجديدي».
وأكمل مفتي الجمهورية: «تعامل مع النحو الصرف والأدب والبلاغة واللغة، اعتمد على القرآن الكريم في مشروعه التجديدي اللغوي، وهذا المشروع وضعه خدمة للقرآن وللحضارة الإسلامية».
اقرأ أيضًا: لحفظ القرآن الكريم.. اعرف كيفية الالتحاق بالرواق الأزهري للأطفال
ما حكم لبس الرجل الذهب والحرير؟ علي جمعة يُجيب بكلام النبي ﷺ
خطورة الكبر
وفي سياق آخر حذّر عضو هيئة كبار العلماء، من خطورة الكبر على الشخص والمجتمع.
وقال جمعة: «يدنا رسول الله أخافنا من الكبر وتعريفه هو ضد التواضع فقال صلى الله عليه وسلم: «ما نقَصت صَدقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ رجلًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضعَ أحدٌ للَّهِ إلَّا رفعَهُ اللَّهُ»، ويجب علينا التحكم في الذات والتواضع لله لمنع تضخم الذات لأنها حينما تتضخم تسيطر عليه فيصم أذنه وعقله عن الاستماع لكل نصيحة والنبي يقول «إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ».
وأردف عضو هيئة كبار العلماء: «وإذا كان السامع للنصيحة متكبرًا لن يتقبل النصيحة؛ فلا نستطيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو حقيقة الرقابة الاجتماعية على المجتمع، والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الكبر فقال: «لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبِه مثقالُ حبةٍ من خردلٍ من كبرٍ، ولا يدخلُ النارَ من في قلبِه مثقالُ حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ».
اقرأ أيضًا: هل تعاني من الهموم؟ إليك وصفة سحرية تسعد حياتك
وأكمل مفتي الجمهورية الأسبق: «حبة الخردل هذه حجمها 1/6000 من الجرام وهنا إشارة لخطورة الكبر، وتعظيمًا لجريمة الكبر، ومثال الكبر شخص يصلي يرى نفسه أفضل من شخص لا يصلي؛ فيقول في نفسه أنا أفضل من هذا المجرم الذي لا يصلي، وهو أمر حقيقي من ناحية الأفعال بالطاعة ولكن عليه أن لا يرى نفسه أفضل وأعلى، فيحول الطاعة إلى ما يفتخر به حتى بدون معرفة مدى قبول طاعته من عدمه».



















