خطيب المسجد الحرام: إساءة الظن بالله أخطر ما يفتك بقلب العبد
شدد الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، على أن من أخطر ما يفتك بقلب العبد ويورده المهالك هو أن يعتقد الإنسان في ذات الله سبحانه وتعالى أو صفاتِه أو أفعاله خلافَ الحق.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، خلال خطبة الجمعة، أنه من الواجب أن نُحيي عظمة الله في قلوبنا بأن نتعرف عليه حق معرفته وسبيل ذلك أن نتدبر القرآن الكريم، ونكثر من تلاوته، ونتمعن في آياته، ونقف عند معانيه ونتفاعل معه تفاعلاً حقيقياً بكل مشاعرنا فتؤثرَ آياتُه في نفوسنا، ونتعرفَ من خلال ذلك على ربنا.
وأكمل فيصل بن جميل غزاوي، يجب كذلك أن نتعرف عليه بالنظر إلى مخلوقاته في هذا الكون مستدلا بقول الله تعالى «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ» كما نتعرف عليه سبحانه بالنظر إلى أنفسنا «وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُون» .
وتساءل قائلاً: كيف يمكن أن يعصيَه إذا كان يعرفه بهذه المعرفة؟! بل هذا المستخف بالمعاصي جاهل بمقام الله وقدره، وجاهل بنظر الله ومراقبته، قد اغتر بحلم الله وإملائه ونسي أن إبليس كان في الجنة مع الملائكة المقربين فلِمعصية واحدة وقعت منه أصبح شيطاناً رجيماً استحقَّ لعنةَ الأبد، وعذابَ الخُلد، وآدم عليه السلام الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأَسجدَ له ملائكتَه، بذنب واحد أُخرج من الجنة ونعيمها ولولا أن تاب الله عليه لكان من الهالكين.
وقال " خطيب المسجد الحرام"، إنه عندما لا يعرف العبد ربه حقاً ولا يستشعر عظمة الخالق يَبْعُد عن منهجه، ويتقاعس عن عبادته، ويتكاسل عن طاعته، ويترك أوامره، ويرتكب معاصيَه، كل هذا لأن القلوب ما عرفت الله حق معرفته، وإلا فهل يعقل أن يجترح المرء السيئات أو يقع في الفواحش والموبقات وهو يعرف ربه معرفة يقينية، ويعلمُ أن الرب جل جلاله يراه ويسمعه، ويطلع على جميع أحواله، ويعلم كل أسراره، ولا يغيب عن أمره منه شيء.



















