المقنطرون.. كيف تفوز ببُشرى النبي ﷺ (كنوز من الحسنات في دقائق)
المقنطرون، على قدر مشقة الطاعة يكون الأجر، وكيف لا ولمشقة الطاعة دلالة على محبة باذل الجهد للمبذول له؛ وعليه قال جبريل عليه السلام لسيد الخلق محمد رسول الله ﷺ «شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس»، فروى الحاكم في المستدرك عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ، فقال: «يا محمد عش ما شئت، فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، ثم قال يا محمد: شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس».
كنوز من الحسنات في دقائق، وحث النبي ﷺ على هذه الطاعة؛ فبها يمُنح المسلم طمأنينة القلب وراحة النفس البال، ومن الأحاديث النبوية التي حث فيها النبي ﷺ على قيام الليل ما رواه ابن حبان، وأبو داوود والطبراني، والبيهقي بسند صحيح من حديث عبد الله بن عُمر أن رسول الله ﷺ قال: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين».
شرح الحديث
والحديث في شرحه وقفات لبيان الثواب العظيم، فلقيام الليل فضل عظيم، واطمئنان في القلب كبير، وثواب وفير، وراحة للنفس تدوم، وحسنات كثيرة، ومكفرات للذنوب الكبيرة، فقوله ﷺ: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين»، يعني من صلى الليل تطوعًا وقرأ بعشر آيات لم يكن من الغافلين عن الله، وعُدَّ من الذاكرين الطائعين، وقوله ﷺ: «من قام الليل بمئة آية كتب من القانتين»، يعني كتب من المواظبين على الطاعة، ومن التائبين والخاشعين الراجعين إلى الله، وقوله ﷺ: «ومن قام بألف آية كتب من المقنطَرين» أي: الذين أعطوا قنطارا من الأجر، فيُصبح أجره على قدر قراءته وخشوعه، فيعطيه الله الجزاء بالقنطار الذي يدل على عظيم الفضل والأجر، وتنطق كلمة المقنطِرين بكسر الطاء أيضًا وتعني من يطلبون القناطير من الأجر، أو المالكون مالًا كثيرًا، ويراد بها كثرة الأجر أيضًا.
صفات أهل الجنة
ما هي صفة أهل الجنة؟ قال الله ﷻ في حث المسلمين على الفوز بمغفرته ودخول الجنة: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾، وليكون المسلم من عباد الله الطائعين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض، ومرافقتهم الأنبياء والصديقين والشهداء، والصالحين، في جنة الجلد، وملك لا يبلى.
وورد في تفسير ابن كثير لقول الله جل وعلا: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾، أنه من عمل بما أمره الله ورسوله، وترك ما نهاه الله عنه ورسوله ﷺ، فإن الله عز وجل يسكنه دار كرامته، ويجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة، وهم الصديقون، ثم الشهداء، ثم عموم المؤمنين، وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم، ثم أثنى عليهم تعالى فقال: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾.
اقرأ ايضًا: ما هي الأيام البيض؟ ثواب عظيم بشَّر به النبي ﷺ
اقرأ أيضًا: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده» ما المقصود من الحديث؟



















